اسرق لكي أراك!
بسام فتيني ..
هذا لسان حال الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) والتي كنا وما زلنا وسنظل نتفاءل بأن تتشجع يوما وتشهر بفاسد واحد على الأقل ممن ثبت جرمه وفساده!
وفي قصة ابن الوزير إياه أبوساعة هل كانت (نزاهة) في انتظار من يعلق الجرس حتى تبدأ بالتحرك وممارسة سلطاتها في مكافحة شبهة الفساد؟ الغريب المريب أنها بعد البحث والتحري أعلنت وعلى الملأ أن بوابة التوظيف بلا ضوابط قصة متكررة في جهات ووزارات أخرى! طيب؟ وبعدين؟ هل تمت المحاسبة؟ أم نكتفي بتمرير المعلومة؟
بصراحة قد أتفهم أن الهيئة قد لا تستطيع مجاراة حجم الفساد الموجود نظرا لمحدودية إمكانياتها من جانب القوى البشرية، لكن ذلك يؤكد أن عليها التفكير من خارج الصندوق لإيجاد حلول تجعل تجيير التقنية وأدواتها عامل رصد وضبط لممارسات وتجاوزات تحدث في مكان ما بعيدا عن أعين الرقابة، ماذا لو طورت (نزاهة) تطبيقا مماثلا لتطبيق وزارة التجارة؟ ماذا لو شرعت في تكوين فرق متعاونة لأشخاص عرف عنهم النزاهة (ولا مانع من إجبارهم على تأدية القسم) ليكونوا أعينا لها في مختلف المناطق؟ ماذا لو أوصت الجهات ذات العلاقة بإنشاء جمعية لمكافحة الفساد تعمل جنبا إلى جنب معها على غرار ما يحدث بين هيئة حقوق الإنسان وجمعية حقوق الإنسان؟
الأفكار كثيرة، لكن إن أراد المتنفذون في نزاهة ذلك، لكن يبدو أنها لا تعي حجمها وقوتها، فالكل يعلم جيدا أن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله حين أمر باستحداث هذه الهيئة طلب منها محاسبة كائن من كان فلماذا الخوف إذن؟ لم تخاف نزاهة من التشهير بالفاسدين علنا حتى يرتدع الفاسد القابع خلف انتظاره للفرصة؟ وإن كانت الهيئة تتحجج بأن التشهير خارج صلاحياتها فأنا أدعو رئيسها لطلب منح الهيئة هذا الحق فورا بلا تردد، فقد أثبت سلاح التشهير جدواه، واسألوا أمانة جدة عن جدوى التشهير بالمطاعم القذرة وأثر ذلك على تحسن الخدمة المقدمة للمواطن.
وبالعودة لملف فساد التوظيف على نزاهة فقط القيام بزيارة للجامعات السعودية، وأؤكد لهم بأنهم لن يبذلوا مجهودا في اكتشاف فظائع ترتكب باسم مجاملة (الجماعة) و(الأرحام) وتقوية أواصر (المصاهرة) من باب التوظيف بالمحسوبيات!
خاتمة، قلت سابقا إن مكافأة النزيه على نزاهته فساد، وأقول اليوم إن الصمت على الفاسدين كذلك فساد.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2016/12/05