آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبده خال
عن الكاتب :
روائي وكاتب سعودي

عودة لطرق الباب

 
عبده خال ..
أي خبر أو مقالة أو استطلاع يتطرق إلى قضية التجنيس أو أحوال المواليد تكون كثافة التعقيب عليه أكثر من غيره في الصحيفة الواحدة.

وقبل يومين كتبت عن ضرورة تصحيح أوضاع المواليد تأسيا بما حدث للجالية البرماوية ومع نهاية اليوم كان بريدي الإلكتروني يضج بالرسائل التي ذهبت إلى أهمية حل هذه القضية من خلال سن أنظمة وقوانين جديدة تتلاءم مع العصر الراهن بدلا من التعامل بأنظمة قديمة لم تستطع التخفيف من معاناة المواليد، وكذلك الدولة إذا أبقت الأعداد في تزايد من غير أن تستفيد من استثمار هذه الطاقة البشرية التي كلفتها مليارات الريالات من خلال التعليم والصحة والأمن.

وقد أجمعت معظم الرسائل على أهمية تبنى هذا الملف وتقديمه على بقية الملفات كونه يتعلق بمستقبل ملايين الأنفس، ويتعلق أيضا بالدولة التي سوف تجد أن الأعداد تضغط على توفير كل الخدمات المقدمة بما يتوافق أو يفوق التعداد السكاني.

ومن التعليقات المهمة على مقال (تصحيح أوضاع المواليد).. كتب أحدهم أنه كان يتمنى تبني فكرة التوسع في إنشاء جامعات سعودية خاصة برسوم دراسية مناسبة أسوة بدولة ماليزيا وغيرها من الدول التي تستثمر في التعليم العالي وأصبحت وجهة لأولياء أمور المواليد المقيمين في السعودية الباحثين عن إكمال دراسة أبنائهم العليا. والفكرة تقوم على التوسع في فتح جامعات سعودية خاصة تتبنى تدريس الخريجين من المواليد وغيرهم من الذين يصعب التحاقهم بالجامعات السعودية، وهذا التوسع سوف يخفف على أولياء أمور المواليد معاناة سفر أبنائهم للخارج الذي يكلف أموالا مضاعفة (غربة، مصاريف، رسوم دراسية، سكن، تذاكر سفر وخروج وعودة).

وإذا كان افتتاح جامعات والاستثمار فيها سوف يكون له عوائد مادية لكثير من المستثمرين في قطاع التعليم لرجال الأعمال السعوديين، وفي الوقت ذاته سيشكل إنشاء مثل هذه الجامعات الخاصة رافدا اقتصاديا للبلاد يسير بشكل متوائم مع رؤية 2030، لاسيما أن البلاد تنفق الكثير من الأموال على المواليد لتلقي التعليم العام لمدة (12) عاما، ثم يكون قطف الثمار من نصيب الدول في الخارج، وهذا يمثل إهدارا واستنزافا اقتصاديا كبيرا لموارد البلاد، ويعد ملف تجنيس المواليد السبب الأكبر فيه.

إذًا كيف يمكن التسريع في ملف المواليد مع الاستفادة من هذه الطاقة البشرية والمادية من غير التفريط بها كون البلد قدّم مليارات الريالات ولم يستفد منها كعوائد لاستثمار القوى البشرية للمواليد؟

ولن تكون هناك فائدة إذا بقينا نتغافل عن هذه المشكلة التي تتضاعف يوميا، وتنتج مشكلاتها، ونخسر الفائدة المرجوة من هذه الثروة البشرية...

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/12/06