خلف كواليس الأندية الرياضية
سالم بن أحمد سحاب ..
ماذا يجري خلف الكواليس في الأندية الرياضيَّة العالميَّة؟ هل ثمَّة ظاهرة مستترة غير ظاهرة للعيان؟ هل الأندية حريصة على لاعبيها، وجهازها الفنيِّ إلى درجة التغاضي والصمت؟.
العيِّنات كثيرة، والاحتمالات كبيرة، والأسئلة صعبة، والحقائق -غالبًا- خافية! وفي عدد الحياة (3 ديسمبر) ذكر أنَّ نادي شيلسي اللندنيّ الشهير، قد دفع لأحد لاعبيه القدامى السابقين مبلغ 50 ألف جنيه إسترليني؛ كي لا يثير موضوع الاعتداءات الجنسيَّة التي تعرَّض لها في السبعينيَّات من القرن المنصرم، يوم أن كان مراهقًا صغيرًا يافعًا، لا حيلة له ولا قوَّة في مواجهة مسؤول الفريق، وأحد موظفي جهازه الفنيِّ، واسمه «إدي هيث» (المتوفَّى قبل عدَّة سنوات).
وللعلم، فاللاعب الضحيَّة غادر نادي شيلسي عام 1981، وهو يعمل سائق سيَّارة أجرة حاليًّا، لذلك فالمبلغ المُشار إليه مقبول ومعقول بالنسبة له. تصوَّروا هذه الاعتداءات المفزعة، قبل 40 سنة وأكثر، يوم أن كانت الثورة الجنسيَّة خامدة هامدة، مقارنة بعصرنا الحاضر، الذي شهد انتكاسات متتالية، بدءًا بالإقرار بطبيعة الشذوذ سلوكًا، وممارسةً، وانتهاءً بإقرار زواج المثليين.
وفي دهاليز كرة القدم الأمريكيَّة، وغيرها من الألعاب الرياضيَّة حوادث مماثلة مفزعة، منها تلك التي جرت في فريق كرة القدم التابع لجامعة ولاية بنسلفانيا الشهيرة، وانتهت بدعوى قضائيَّة مطوَّلة معقَّدة ضد الجامعة، ومسؤوليها، ومدير الفريق الفنيّ الذي تغاضى عن جرائم أحد مساعديه لوقت طويل ضد بعض الضحايا من الأولاد الصغار، الذين تستهويهم اللعبة والشهرة.
الحوادث المماثلة كثيرة، وتتمُّ في مؤسَّسات أخرى اقتصاديَّة، وحكوميَّة، وحتَّى كنسيَّة لاهوتيَّة، لكنَّ الأندية الرياضيَّة ذات طابع مختلف، يجذب الصغار الأبرياء، وربما وقعوا في الفخ، دون أن يشعروا، وهم صامتون محتارون، حتَّى إذا استفحل الأمر، وكُشف العدوان، يكون قد قُضي على مستقبل الشاب، وتحطَّمت نفسيَّته، وربما وقع في مستنقع المخدِّرات، والشذوذ، والجريمة.
طبعًا لا أحدَ يبرِّئ الأندية الأخرى؛ حتَّى لو كانت عربيَّة، ولذا تكمن العبرة في عدم الركون إلى ظاهرة الكيان أيًّا كان، خاصَّةً وأنَّ الغرب قد نجح في إقناعنا بنظافة مؤسَّساته الكبيرة، وبقوة التزامها بالمُثل، والمبادئ التي تحتكم إليها، وتعتز بها.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2016/12/10