في #المملكة أبطال وللمكون الشيعي دور في إعمار الوطن
علي آل غراش ..
كل من يطالب بالحقوق ويسعى للإصلاح وترسيخ العدالة والدفاع عن المظلومين بالعمل أو القول في البلاد فهو إنسان يحمل ضميرا حيا وبطل يستحق غاية التقدير والاحترام، وسيسجل التاريخ اسمه وموقفه البطولي، وسيكون هذا الناشط - المضحي لتسود العدالة والحرية في المجتمع- بطلا ونبراسا ومحل الافتخار من قبل المواطنين الأحرار الشرفاء الأبطال الذين يرمزون ويفتخرون ويستحضرون بشكل دائم دور النشطاء والحقوقيين والمعتقلين المظلومين، وبذلك فإن من يعمر الأرض ويطالب بالحقوق والإصلاح ومحاربة الفساد والفقر، وكل معتقل وسجين بسبب المطالبة بالإصلاح والتغيير والتعبير عن الرأي والدفاع عن المعتقلين في البلاد هم أبطال.
وتحية تقدير لكل من يسعى لخدمة وإعمار الوطن وتحقيق الانجازات الدولية باسم الوطن مهما كان فكره ومعتقده وقبيلته ومنطقته، ومؤخرا حقق الشاب #عبدالجبار_الحمود انجازا مهما على مستوى العالم حيث فاز بجائزة "Dudley R. Herschbach SIYSS Award" وكرم على بحثه. " وقد أطلقت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" اسمه على أحد الكواكب المكتشفة حديثا 31926 Alhamood الواقع في حزام الكويكبات تكريما لجهوده العلمية في مجال البحوث " الشاب الحمود هو من القطيف من أبناء المكون الوطني الشيعي، وهو واحد من المواطنين المبدعين من أبناء هذه الطائفة لخدمة وإعمار الوطن.
يوجد في كافة مناطق المملكة فئات من الرجال والنساء أبطال يستحقون التقدير، وكما قلنا فكل من يرفض الظلم والفساد ويعمل للإصلاح والتغيير وأعمار الوطن من أي مدرسة فكرية أو دينية فهو بطل، ولكن أحاول من خلال هذا المقال التأكيد على دور شريحة من المواطنين وجودهم على هذه الأرض قديم جدا - قبل تأسيس الدولة السعودية بمئات السنين -، وتحتضن هذه الأرض رفات أجدادهم من مئات السنين، بالإضافة إلى دورهم في أعمار الأرض والوطن، وحبهم لوطنهم وللسلم والسلام يشهد به القريب والبعيد، شريحة تتعرض للهجوم والتهميش والتشكيك في وطنيتها وأصولها بين الفينة والأخرى من قبل أعداء الحس الوطني وأعداء التعايش السلمي والتعددية، وأعداء العدالة والحرية، وأعداء الإنسانية والسلام.
ونتيجة ما تشهده المنطقة وبلادنا من إثارة النعرات الطائفية البغيضة إلى مستويات مخيفة جدا غير مسبوقة تهدد النسيج الوطني والاعتقالات التعسفية والإعدامات الجائرة بسبب التعبير عن الرأي؛ أحببت إعادة التأكيد على ضرورة تقريب المسافات والعمل كفريق وطني واحد، في فترة زمنية انكشف فيه دور المتشددين التكفيريين الذين يقسمون الناس ويعدمون من يختلف معهم بأبشع الطرق.
هذه الشريحة الوطنية المخلصة أبطال يستحقون أعلى الأوسمة والتقدير والاهتمام لصمودهم الخارق أمام عنجهية واستفزاز وهجوم المتشددين التكفيريين الدائم الذين يكفرونهم ويستخدمون جميع الأساليب للتأثير عليهم، بالإضافة إلى الحرمان من الحقوق وممارسة الحرية التعبدية والعقائدية.
وللأسف الشديد أن أغلب المواطنين وكذلك من هم من نفس المدرسة والمذهب في العالم لا يعرفون أو لا يتفهمون حجم الويلات والتضييق والمنع والحرمان والظروف التي يتعرض لها أتباع المكون الشيعي في المملكة رغم ما يبذلونه لتأكيد حبهم لوطنهم وقد سطروا أفضل الصور الوطنية عندما لفوا شهداءهم بالعلم الوطني بعد الاعتداء التكفيري الإرهابي على مساجدهم من قبل قتلة للأسف من نفس الوطن (سعوديون) يؤمنون بالفكر الديني الذي تدرسه سلطة الوطن في المناهج الرسمية وتدعمه في كل مؤسسات الدولة أي السلطة تكفر وتجييش ضد مواطنين!!.
أتباع مدرسة أهل البيت (ع) في المملكة يشكلون أكبر كثافة سكانية من المواطنين الشيعة في دول الخليج، حيث أنهم يشكلون نحو 15 - 20 بالمئة من نسبة السكان في المملكة، وهم الأكثر صمودا وحراكا وقدرة وتنوعا في التعامل مع الواقع الصعب والتغلب على التحديات والتمسك بالعقيدة، رغم الكبت والتضييق والمنع والملاحقة والانغلاق الإعلامي وعدم توافر الحرية والتعددية والديمقراطية، وهم الأكثر عرضة للتمييز والاصطدام مع المدرسة السلفية المتشددة التكفيرية الرسمية التي تجعل من الشيعة والتشيع العدو الأساسي لها، إذ يتعرضون لجميع أنواع الظلم والحرمان منذ عشرات السنين، فالكتاب الشيعي ممنوع، وبناء المساجد والحسينيات ممنوع، يجبرون على الدراسة حسب المنهج الدراسي الذي يكفر معتقدهم ويجبرون بحفظ ما يصنف بأنه إساءة لعقيدتهم، ويتحملون جميع الحملات المسيئة التي تبث في وسائل الإعلام المشاهد والمسموع والمقروء، والإساءات في المساجد وعلى المنابر، وإصدار الفتاوى التكفيرية بحقهم، والتشكيك في انتمائهم القومي والوطني وغير ذلك مما يشيب له شعر الرضيع، وأخيرا إعدام الرمز الديني والمناضل السلمي وهو #الشهيد_الشيخ_النمر والشباب الشهداء والزج باسمائهم مع لائحة من الإرهابيين حسب بيان وزارة الداخلية، ومع كل ذلك صبروا وحافظوا على السلمية ولا يزالون لغاية اليوم صامدون لم يتنازلوا عن هويتهم المذهبية والمطالبة بحقوقهم الوطنية، فهم موجودون في جميع مدن وقرى المملكة يساهمون في خدمة الوطن والمواطنين بإخلاص في كل مكان وفي كل القطاعات يسمح لهم بالعمل فيها لاسيما أنه لا يزال لغاية اليوم قطاعات ومناصب كثيرة ممنوع أن يصل إليها المواطن الشيعي في داخل الوطن وخارجه!.
وقد ساهم الجو الطائفي في خدمة أجندة التكفيريين والمتشددين في الدولة بفرض أجندتهم بالإجبار والإكراه، فقد تعرض المكون الشيعي لمضايقات كبيرة طوال تاريخ سيطرة أصحاب التوجهات الدينية المتشددة التكفيرية على الدولة، وبسبب ذلك شهدت المنطقة هجرات متلاحقة للمواطنين إلى الخارج، ومع اندلاع الحروب في المنطقة التي لم تخل من إثارة النعرات الطائفية واللعب على الوتر الطائفي البغيض، ففي الحرب الأولى «اعتداء صدام على إيران» رُفع شعار من لم يكن معنا فهو ضدنا ووقفت حكومات الخليج مع صدام في حربه فأصبح موقف الشيعة في المنطقة وبالخصوص في المملكة محرج جدا وتعرضوا نتيجة عدم دعم صدام في الحرب إلى التشكيك ودفع الشيعة الضريبة غاليا، وفي الحرب الثانية «غزو صدام للكويت» حاول صدام مغازلة الشيعة في الخليج والمملكة لتأييده، ولكنهم رفضوا ورفضت المعارضة الشيعية التي كانت في الخارج.
وصرح قادة المعارضة: نحن والدولة في خندق واحد للدفاع عن تراب الوطن. وفي الحرب الثالثة «الاحتلال الأميركي للعراق وإسقاط نظام صدام الإجرامي» شهدت المنطقة إثارة النعرات الطائفية مع دخول وسائل إعلامية تحريضية للعب على البعد الطائفي وكادت تنتقل إلى خارج العراق لولا رحمة الله وتداعياتها لا تزال قائمة إلى اليوم.
المكون الشيعي في المملكة مواطنون مخلصون للوطن وعامل بناء يرفضون العنف والإرهاب من أي جهة - رغم ما يتعرضون له من مضايقات وحرمان -، ويتفاعلون ويقدمون المساعدة والدعم لجميع القضايا العادلة للعرب والمسلمين والبشرية، فهم بالتالي يستحقون كل تقدير إذ استطاعوا التغلب على جميع التحديات والظروف الصعبة التي شهدتها المنطقة، وحافظوا على هويتهم وحافظوا على استقلال قراراتهم الوطنية بدون الدخول في الأجندة الخارجية.
المواطنون من أتباع مدرسة أهل البيت في المملكة لا يريدون من الآخرين التدخل في قضاياهم الخاصة الداخلية فهم جزء من الوطن، فيأملون أن يتاح لهم حسب حقهم الوطني بأن يكونوا شركاء في الوطن بشكل عملي، وعلى الحكومة أن تثق بهم، وعلى المواطنين في الوطن من جميع الأطياف أن يضعوا أيديهم بأيدي بعض ومنهم المكون الشيعي وغيرهم لبناء وطن واحد ينعم الجميع فيه بالحرية والعدالة والمساواة، وطن واحد يجمع التعددية المذهبية والفكرية.
متى سيحصل كل مواطن على حقوقه ويتم الإفراج عن المعتقلين والنشطاء الأبطال، ويحصل بالتالي كل مواطن ومنهم أفراد مدرسة أهل البيت (ع) - وباقي المدارس الأخرى الدينية والفكرية في المملكة - على حقوقهم وعلى الدعم من إخوانهم المواطنين، والعمل معا كيد واحدة لإعمار الوطن الغالي، وطن يمثل إرادة كافة المواطنين؟. #الوطن_للجميع لا للعائلة الحاكمة أو فئة.
أضيف بتاريخ :2017/01/17