إبراهيم محمد باداود ..
دخلت أمريكا مساء الجمعة الماضي حقبة زمنية جديدة وذلك بعد أن أصدر الرئيس الجديد عدداً من الأوامر مؤخراً كان من أهمها منع رعايا 7 دول إسلامية من السفر للولايات المتحدة الأمريكية وترحيل المسافرين الذين وصلوا بعد صدور القرار والذين تم احتجازهم في عدد من المطارات الأمريكية بالرغم من وجود تأشيرات بحوزتهم ووثائق تجيز لهم الدخول للولايات المتحدة الأمريكية ، كما أصدر قراراً آخر يقضي بمنع دخول اللاجئين في حين أوضح أمين عام البيت الأبيض أنه بالرغم من أن حاملي البطاقة الخضراء غير معنيين بالإجراءات الجديدة إلا أنهم قد يخضعون لتدابير أمنية دقيقة لدى وصولهم للولايات المتحدة الأمريكية قادمين من الخارج.

إجراء خطير للغاية يبدأ به الرئيس الجديد مسيرته في البيت الأبيض وقرار يتناقض كلية مع القيم التي أسست عليها الولايات المتحدة الأمريكية والقائمة على أكتاف المهاجرين، ولذلك فقد بادر القضاء الفيدرالي في الوقوف ضد هذا القرار ففي أعقاب المراجعات التي تقدمت بها عدد من المنظمات الحقوقية وفي مقدمتها (الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية ) فإن القاضية ( آن دونيلي ) أصدرت أوامرها للسلطات الأمريكية بعدم ترحيل أي من رعايا تلك الدول السبع المشمولة بالحظر في حين انتقد حاكم ولاية فرجينيا القرار واصفاً إياه أنه عنصري ويغذي الكراهية .

بعد ذلك القرار وتلك الإجراءات المتشددة اشتعلت المظاهرات في أمريكا وتفاوتت ردود الأفعال في الوقت الذي احتشد فيه الآلاف في عدد من الولايات والمطارات منددين بهذا الإجراء كما تفاعلت وسائل التواصل الاجتماعية وأوجدت وسماً بعنوان ( منع المسلمين ) بلغ عدد التغريدات فيه 700 ألف تغريدة وتفاعل معه أكثر من مليار شخص ، واعتبر البعض أن مثل هذه القرارات ستساهم في تصنيف الشعب الأمريكي وفقاً لأمور عنصرية بحتة كالعرق واللون والجنس والدين وهذه الإجراءات ستقضي على كل التضحيات السابقة والمواقف المشرفة في التاريخ الأمريكي والتي عملت على نبذ العنصرية وتمكين التعايش بين الأفراد ذوي الأصول المختلفة .

منذ القدم والعالم يعرف بأن أمريكا هي ( بلاد المهاجرين ) بل إن الرئيس الجديد هو من أصول أوروبية والرئيس الذي قبله هو من أصول أفريقية غير أن توجهات الرئيس الجديد وأوامره التي أصدرها مؤخراً تشير إلى أنه يود أن تكون هناك أمريكا جديدة وفق معايير جديدة تقوم على سياسة التمييز الديني بدعوى مكافحة الإرهاب ومحاربة الفوضى وهذه خطوات خطيرة تنبئ بأن أمريكا الجديدة كما إنها ستكون حذرة من القادمين لها فإن الراغبين في السفر إليها يجب أن يكونوا حذرين هم أيضاً .
 
صحيفة المدينة