لا تعضّ رغيفي.. كُلْ نصفَه

سعيد السريحي ..
رفع الدعم عن الدقيق يعد في كثير من الأحيان حدثا استثنائيا، وذلك لأنه يؤدي إلى رفع قيمة الخبز الذي يكون القاسم المشترك لجميع الوجبات كما يشكل الوجبة المشتركة لجميع الفئات، فإذا كان الخبز هو المكون الغذائي العابر لحدود الإفطار والغداء والعشاء فهو في نفس الوقت ما يشكل وجه الشبه الوحيد بين موائد الفقراء والأغنياء حتى وإن تفاوتت أنواع الخبز وأشكالها، ولذلك فإن رفع الدعم عن الدقيق وغلاء كل ما يدخل الخبز في تكوينه يعني ارتفاع تكلفة الغذاء على كافة فئات المجتمع وهو ما يجعل منه حدثا استثنائيا.
الأمر عندنا على غير ذلك، مما يجعلنا استثناء بين كافة الشعوب، فمع أن دعم الدقيق لا يزال قائما إلا أن مجرد تسرب أخبار تتحدث عن احتمال رفع الدعم عن الدقيق استبقت المخابز هذا الأمر برفع قيمة الخبز بطريقة ذكية وذلك أن اعتمدت تقليص حجم الرغيف إلى النصف وذلك حسب التقرير الذي نشرته صحيفة الوطن يوم أمس، وإذا لم يكن مستغربا أن يبلغ الجشع بأصحاب المخابز أن يستبقوا قرار رفع الدعم برفع قيمة الخبز أسوة بكثير من التجار، فإن المستغرب أن المواطنين، أو لنقل كثيرا من المواطنين، لم يشعروا بهذا التقليص في حجم الخبز، أما صمت وزارة التجارة والجهات الرقابية في أمانات المدن وحماية المستهلك فأمر يكاد يكون مألوفا ومعروفا.
المهم الآن أن يكتفي أصحاب المخابز بما قاموا به استباقا للقرار، فلا يعتبروه حقا مكتسبا يبحثون بعده عن مكاسب جديدة ورفع جديد لسعر الخبز فيما لو قرر رفع الدعم عن الدقيق مستقبلا، وإذا كان هناك من يقول: عض قلبي ولا تعض رغيفي، فالمواطنون باتوا يقولون: لا تعض رغيفي بل كُل نصفه.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2017/02/12