معيار شعبية المسؤول
إبراهيم محمد باداود ..
في كل مرة أحضر فيها مناسبة عامة على شرف أحد المسؤولين أجد في عدد الحضور لتلك المناسبة مؤشراً واضحاً لشعبية ذلك المسؤول في المجتمع ، هذه الشعبية التي تنعكس من خلال عدد الحضور تشير في بعض الأحيان إلى مستوى القبول لذلك المسؤول من قبل المجتمع فبعض المسؤولين تزدحم الصالات للقائهم وتمتلئ القاعات بالحضور قبل موعد اللقاء وفي المقابل فإن هناك مسؤولين تبذل أجهزة العلاقات العامة في إداراتهم جهوداً مضنية لاستقطاب جمهور لهم لحضور المناسبات التي تكون على شرفهم ومع ذلك لا تكاد تجد صفاً أو صفين في تلك المناسبات ومعظم من في تلك الصفوف هم الموظفون العاملون في تلك الإدارة .
شعبية المسؤول في أي مكان في العالم تقاس بما يمكن أن يقدمه هذا المسؤول لمجتمعه من خدمات وبما يتمكن من تحقيقه من أهداف ونتائج كان الجميع يحلم بتحقيقها، وتقاس الشعبية بالإنجاز وبالقدرة على تحقيق المخططات والمستهدفات وإيجاد الحلول للمشاكل وتذليل الصعوبات والتغلب على العقبات، فالشعبية هي مرآة واضحة لمن يتمكن من أن يساهم في تحقيق رغد العيش والرفاهية والأمن والاستقرار للمجتمعات.
البعض يعتقد بأن الشعبية هي في أعداد المتابعين في وسائل التواصل الاجتماعية أو في وسائل الإعلام أو في صورة مع عامة الناس أو في مقطع فيديو لزيارة تفقدية مفاجئة أو مقطع صوتي أو غيرها من المواقف التي قد يستحسنها بعض أفراد المجتمع ولكن تلك المواقف تبقى مواقف فردية لن يستفيد منها المجتمع فإن كان المسؤول طيباً ومتواضعاً وخلوقاً ونبيلاً ولم يكن منجزاً أو مجتهداً أو قادراً على تحقيق الأهداف المأمولة فإن كل تلك الصفات الحسنة لن تفيد المجتمع شيئاً إذ إن المجتمع لا يحتاج الأمين فقط بل يحتاج القوي الأمين.
المسؤولون ذوو الشعبية العالية لا يعني انهم مميزون وفي المقابل المسؤولون الذين ليس لهم شعبية لا يعني أنهم فاشلون أو غير جيدين ولذلك يجب علينا أن لا نجعل الشعبية معياراً في تقييم المسؤولين بل يجب أن نجعل العمل والإنجاز والنتائج هي أساس الشعبية وليست المواقف الفردية التي تنعكس على مكاسب شخصية ولايكون لها أثر في المجتمع.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/02/12