تصفية القضية الفلسطينية
عائض الردادي ..
نشرت جريدة المدينة يوم 23/1/1438هـ، 24/10/2016م خبراً، خلاصته تحذير الجامعة العربية من خطورة مواصلة قوات الاحتلال الصهيوني لانتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان واستخدامها القوة لتصفية القضية الفلسطينية.
وفلسطين التي كانت قضية كل عربي ومسلم صارت لا تكاد تُذكر في ضوء الحروب الطائفية التي أُشعلت في المنطقة، حتى الجامعة العربية صارت غائبة، لا تكاد تذكر، بل وصل الحال أن بعض المسؤولين لم يكفِه عار حضور جنازة الإرهابي شيمون بيريز بل ظهر وهو يذرف الدموع ليس على آلاف الفلسطينيين الذين قتلهم، بل حزناً على موته.
الأطفال الذين حملوا الحجارة دفاعاً عن أنفسهم قتلهم الصهاينة بالرصاص، ولم تذرف عليهم دمعة، وقد حُرم هؤلاء الأطفال من التعليم وهُدمت عليهم بيوتهم في غزة، وحوصروا فلا يصل إليهم طعام ولا دواء.
قضية فلسطين غابت عن الإعلام الذي شُغل بالحروب الطائفية في البلدان العربية يذكي أوارها، وغابت بآلاف المساكن التي تبنيها قوات الاحتلال في القدس وما حولها، وغاب المسجد الأقصى الذي يدنَّس فوق الأرض ويُحفَر عن أساساته من تحتها.
حتى اتفاقيات الاستسلام وهرولات التنسيق الأمني لم تعد تذكر وصار العدو يفعل ما يريد من قتل، وسجن، وتشريد، وتدنيس مقدسات، ومنع للصلوات، ولولا رجال ونساء وشباب صامدون يقابلون السلاح بالصدور لما أقيمت صلاة في المسجد الأقصى.
ما أضعف أن يصل الحال بجامعة العرب ألا تجد ما تفعله للقضية الأم سوى التحذير، ولكن هذا هو حال العرب اليوم، فقد مُزقت الدول العربية وهُدّد أمنها بما يجعل كل دولة تُشغَل بأمنها.
انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني يتم يومياً داخل فلسطين وإهدار حقوق الإنسان كذلك، ومثله الحِرمان من التعليم وإفقار المجتمع الفلسطيني، وصار الاحتلال يعربد كما يشاء، يؤيده من يسفحون الدموع على قطة جاعت ومن يسفحونها على إرهابي قاتل هلك، ويا للعار لمن سفح دمعه عليه ممن قدّم روحه دفاعاً عنها.
ومع ذلك لا بأس ولا تصفية للقضية مادامت هناك أرحام تقذِف بالمواليد، وجيل إثر جيل يورّث المطالبة بالحق المغصوب، ولن تُصفَّى القضية مهما عمل السرطان الذي نُشر على أرض فلسطين وغُيِّبت الكُتب التي تصدع بالحق، وحُرم الشعب من التعليم، فقوة السلاح والظلم تقتل النفوس، لكن لا تقتل الصمود.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/02/13