سر شبكات تصريف مياه الأمطار
إبراهيم محمد باداود ..
في معظم أنحاء العالم، تهطل الأمطار، فيفرح النَّاس ويبتهجون، وتهتز الأرض، وتحيا بعد جدب، وتنتعش وتسقى النباتات، وتمتلئ الآبار، وغالبًا ما تجد الجميع سعداء بقدوم الأمطار، خصوصًا إنْ لم تكن أمطارًا تؤدِّي إلى فيضانات، أو كوارث طبيعيَّة؛ لأنَّها وخلال دقائق قليلة نجد بأنَّ آثار تلك الأمطار -وعلى الرغم من غزارة بعضها- قد اختفت من الطرقات في معظم مدن العالم، إلاَّ القليل، ولم يعد لها أثرٌ يُذكر.
في بعض مناطق المملكة أصبحت الأمطار -وبغض النظر عن كميّتها- هاجسًا وبلاءً، بل إنَّ بعض الجهات الحكوميَّة تجدها -وللأسف- تتمنَّى أنْ لا تهطلَ الأمطار حتَّى لا تكشف أوجه القصور لديها، ولذلك أصبحنا نجد بأنَّه ما إن تبدأ السحب في التجمُّع إلاَّ ويصيب بعض المسؤولين خوفٌ من ظهور عيوب المشروعات، كما يصيب كثير من الناس قلق لعلمهم بأنَّ مصالحهم ستتعطَّل، في حين تنطلق إشاعات تعليق الدِّراسة هنا وهناك؛ لأنَّه أصبح إجراءً مرتبطًا تلقائيًّا في بعض المناطق بهطول المطر، كما أصبحت هذه النعمة العظيمة -وللأسف- في بعض المدن عاملاً لتعطيل مصالح الناس؛ لعدم قدرتهم على الخروج لقضاء حوائجهم، فالشوارع ممتلئة بالمياه، والأنفاق تحوَّلت إلى مسابح، وأصبح السكَّان محبوسين داخل منازلهم.
بالأمس غرقت بعض أنحاء مدن الجنوب، بالرغم من أنَّها من أكثر المناطق استقبالاً للأمطار، وهذا يؤكِّد بأنَّنا وعلى مدار السنين الماضية لم ننجح حتَّى الآن في إيجاد حلٍّ حقيقيٍّ لمعالجة تصريف مياه السيول والأمطار في بعض مدن المملكة، فلازالت مياه الأمطار تُغرق الطرقات، ولازالت الأنفاق تمتلئ بمياه الأمطار، ولازالت طرقات بعض الأحياء في بعض المدن تُغلَق مباشرة عند هطول الأمطار فيها، هذا على الرغم من أن مشروعات التصريف سبق أن أعلن عنها، واعتمد لها مليارات الريالات، وتم تدشينها، ومع ذلك نجد الأمطار لا تريد المرور في تلك الشبكات التي بعضها لا يزال على الورق، وبعضها تمَّ إنجازه، ولكن لم يكن بالمواصفات التي تسمح بمرور المياه، ممَّا جعل بعض الطرقات تمتلئ بالأمطار كالأودية.
سر تصريف مياه الأمطار هو من الأسرار التي لم يتم كشفها حتَّى الآن، ولم نعرف حقيقته إلى اليوم، فالمطر يسقط في كل أنحاء العالم، وشبكات التصريف موجودة في كل الطرق في دول العالم، بما في ذلك الدول الفقيرة، غير أن المطر لا يبقى إلاَّ في طرقنا، وفي كُبرَى المدن لدينا، فما هو السر خلف هذه الشبكات؟.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/02/16