هل تُدفن فلسطين على يد اللاعبين الجدد؟!
شريف قنديل ..
هكذا بعد كل هذا المشوار الطويل من التنازلات والموافقات والصفقات والمواءمات والمؤتمرات والوعود تصل القضية الفلسطينية إلى طريق مسدود!
لن أناقش هنا من أوصلنا أو أوصلها إلى هذا المصير، ولن أُناقش كذلك موضوع الدفن خاصة وأنه جاء بالفعل بعد سنوات من التحنيط!
السؤال هنا عن هوية من وصفتهم الإدارة الأمريكية باللاعبين الجدد القادرين على تمرير القضية أو العملية التي تجاوزت مسألة الاستيطان، بل مسألة نقل السفارة إلى كابوس نقل الدولة الفلسطينية حتى لا تزعج الدولة الصهيونية!
يلتحق بهذا السؤال مباشرة طالما خصصت الأرض الفلسطينية كلها لدولةٍ واحدة هي دولة إسرائيل سؤال آخر عن مكان دولة أو كيان فلسطين؟!
لقد بدأت المحاولة قديمًا بغرب الأردن ثم بلبنان ثم بالعراق قبل أن يدخل المزاد على سيناء.. ولعلنا نذكر أو نتذكَّر هنا الاقتراح الخاص بنقل الفلسطينيين إلى جزيرة بورتوريكو.. وحتى لا تغضب الدول الإسلامية إن هي غضبت من مسألة المسجد الأقصى يمكن أن يبني لهم صاحب الاقتراح نسخة من المسجد الأقصى.
هل هناك أقصى وأقسى من ذلك؟ نعم.. ففي الجعبة الكثير والكثير!
ففي مباحثات الرئيس الأمريكي ورئيس الكيان الصهيوني المحتل «حتى الآن على الأقل» وهذه ليست شتيمة حتى لا يغضب اللاعبون الجدد قال الأول (أعتقد أنه سيكون هناك لاعبون على مستوى عالٍ سيجعلون الأمر سهلاً للتوصل إلى اتفاق بعيدًا من مسألة حل الدولتين).
وقال الآخر وبالحرف الواحد: (لأول مرة في حياتي وفي حياة إسرائيل لا ترى الدول العربية إسرائيل كعدو وإنما كحليف).
والحق عندي، وبعيدًا عما قد يعتبره البعض عاطفة انتهى زمنها وقصائد شعر انتهى عصرها، أنه حلٌ فاشل فاشل، سواءً وجدوا اللاعبين المحترفين الجدد أو وجدوا أرضية الملعب!.
أنت وهو وغيركما لن تستطيعوا اقتلاع فلسطين من أرضها.. لن تستطيعوا محو عكا وحيفا ويافا وبيسان والرملة وجنين والناصرة وطبريا وطولكرم وبئر سبع وغيرها من المدن الفلسطينية!
مهما تقاعس بعض العرب ومهما أجاد اللاعبون الجدد لن يستطيعوا إخفاء أو إلغاء الحق الذي اغتصب.. سيخرس الكذب.. ويخرج ألف، بل مليون طفل فلسطيني من تحت أشجار الزيتون والعنب.
ستظل فلسطين فيهم وفينا وفي كل المخلصين في دواخلنا تصيح، لأنها جزء أصيل من نبع الروح.
يقينًا سيغادر نتنياهو وغيره من الداعمين واللاعبين وستتدفق من جديد أنهار الغضب المكتوم..
أُدرك أنه في الزمان العصيب تتقلب بعض النفوس، لكن القدس ستظل تخفق في كل القلوب.
في الزمان الذبيح ستظل فلسطين وردة حلم عربي جريح.. في الزمان الذي لا يطاق لن يستطيع اللاعبون الجدد منع حلم المخلصين من الصعود للآفاق.. لن يستطيعوا منع الدعاء عليهم من الصعود للسماء!
ويا أصحاب عملية الوطن البديل.. سيأتي الزمان البديل.. وسيذهب مشروعكم للأفول.. ستنهض همم عربية من جذور النخيل.. من الدماء التي روت الشوارع بل والمدارس والمصانع والحقول.
يا فرسان الوطن البديل مصيركم إلى الذبول فيما تتنسم فلسطين الهواء العربي العليل!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/02/18