متر ..مطر ..!!
إبراهيم علي نسيب ..
كنت أناديك بلغة الطفولة وكنت ألفظك فأحوِّل الطاء الى تاء لتصبح «متر» ، نعم كنت وما زلت أحبك وأسافر من أجل أن أستمتع بك ،وهطولك على روحي التي عاشت طفولتها في جزيرة فرسان الوادعة تحت المطر ،تستحم بطهارته حتى بات عشقه وجهي ،وعلاقتي معه حياتي التي سوف تبقى تحبه ويحبه قلبي رغم أنف الفساد وغصباً عنه وكل الفاسدين الذين يصرون في كل عام على إيلامنا وإيذاء مشاعرنا وإزعاجنا بالغرق ،هذا القدر الذي بتنا نخشاه خوفاً منه ومن الفقد والحزن والمآسي!! فأي قدر هذا الذي يتكرر في كل عام وأين نحن من أولئك الذين يصرون على تكرار أخطائهم في كل عام ؟!..،،،،
كنت في باريس وكان المطر يهطل لأكثر من خمسة أيام وعلى مدار اليوم دون أن ينقطع ، كانت الأرض خضراء والنفوس خضراء والحياة تلفني في يديها ،وكنت أرقص رقصة المحروم تحت سماء تنثر الورد والماء والفرح ،وكانت الحياة كلها تسير بهدوء ،وكنا نمضي ونحن في قمة السعادة ،وقتها سألت نفسي عن سر الجمال الذي لا يتأثر إطلاقاً بالماء ولا بالهواء ولا بتغير الطقس ،وحزني على بلدي التي يؤذيها المطر ويحولها الى فزع وفقد وحرمان وتعاسة، وكانت الإجابة تأتيني ببساطة : ليس المطر السبب بل النفوس الغارقة في الفساد والمنشغلة عن مراقبة ما يجري بدقة ، مع أن بلدي تنفق من أجل الوطن المليارات والتي بإمكانها أن تصنع أرصفة الشوارع من ذهب ،وبالرغم من ذلك لاشيء يتغير سوى الأسماء والأماكن التي تغرق في كل عام ...،،،
( خاتمة الهمزة) .... سوف أبقى كما أنا عاشق أحب المطر بجنون وتطرف وحماقة ما عشت ،ويبقى قلمي ينادي كل الفاسدين بكلمة ارحمونا يرحمكم الله .. وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/02/21