الرئيس يواجه الإعلام
إبراهيم محمد باداود ..
يعتبر الإعلام في العديد من دول العالم من الأدوات الفاعلة إذ إنه يستمد قوته ومكانته من خلال ما يحدثه من تأثير سواء بالنسبة للمواقف أو المعرفة أو التأثير في النشء أو الرأي العام، ولذلك فإن الحكومات في معظم الدول تعمد إلى بناء تحالف استراتيجي فيما بينها وبين وسائل الإعلام الرئيسية لتكسبها في صفها وتعمل على التعاون معها من أجل تحقيق المصالح المشتركة وهو الأمر الذي لم يحدث مع تعيين الرئيس الأمريكي الجديد والذي يشن حرباً مستعرة ضد الإعلام منذ تعيينه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.
مؤخراً وصف الرئيس الأمريكي الجديد ( دونالد ترامب ) وسائل الإعلام الأمريكية بـ ( حزب المعارضة ) في الولايات المتحدة الأمريكية ، كما وصف قنوات تلفزيونية كبرى مثل ( سي إن إن و إن بي سي نيوز و ايه بي سي ، وسي بي إس ) وصحيفة « نيويورك تايمز « بأنها ( عدوة الأمريكيين ) وفي تصريح آخر هاجم الرئيس وسائل الإعلام الأمريكية واصفاً إياها ( بعدم النزاهة ) موضحاً أن ارتيابه من هذه الوسائل جعله يتحدث مباشرة إلى الأمريكيين من خلال حسابه على تويتر ، كما وصف كبرى الوسائل الإعلامية الموجودة في أمريكا بأنها لا تتحدث من أجل مصالح الشعب بل من أجل المصالح الخاصة،كما أفاد بأن هناك عدداً كبيراً من الصحافيين في البلاد لا يقولون الحقيقة ، وقد أعاد الرئيس مثل هذه التصريحات الهجومية ضد الإعلام الأسبوع الماضي وأثناء مشاركته في مؤتمر العمل السياسي للمحافظين مؤكداً بأن الإعلام زائف ويروج للأكاذيب التي تفتقد للدقة ويصطنع الأحداث معتمداً على مصادر غير مسماة، مكرراً نعت الإعلام بأنه عدو للشعب الأمريكي ومؤكداً أنهم زائفون وكاذبون .
وعندما يتحدث رئيس كرئيس الولايات المتحدة الأمريكية عن الإعلام في دولته والذي يعتبر مصدراً رئيسياً لكثير من الوكالات الإخبارية حول العالم بهذه الطريقة فهو أمر في منتهى الخطورة مما جعل جيف زوكر رئيس شبكة CNNيعبر عن أسفه من أن أقوى رجل في العالم يحاول نزع شرعية الإعلام كما أوضح مختصون بأن هناك معركة طاحنة قائمة بين رئيس يسعى لكسب المزيد من التأييد والسيطرة على الأمور معتبراً الصحافة جزءاً من منظومة الفساد ،في حين يعمل الإعلام من طرفه على إثبات أن الرئيس الجديد بعيد كل البعد عن الديموقراطية وغير مؤهل ليكون رئيساً .
هي تجربة جديدة ولأول مرة تحدث على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية بأن تكون حرب مستعرة وطاحنة مثل هذه بين الرئيس ووسائل الإعلام غير أني واثق كل الثقة بأن أي مسؤول يقف في مواجهة الإعلام لن ينجح، فالإعلام اليوم هو الذي يحرك الشعوب ويزيل أو يبقي الحكومات.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/02/27