نانو ولا تستيقظوا!
عبدالله المزهر ..
قرأت كثيرا من الكلمات التي تستغرب وتستهجن أن تعمل مبتعثة عائدة بعد ثماني سنوات من طلب العلم في بيع الشاورما.
وهذا استغراب ليس في محله بالطبع، فبيع الشاورما علم عظيم لو كنتم تعلمون، صحيح أن هذه المبتعثة قد حصلت على ماجستير في تقنية النانو، وهذا التخصص قد لا يبدو مفيدا في مسيرة بيع الشاورما، ولكن العارفين ببواطن الأمور يعلمون أن هذا التخصص الدقيق هو لب عمل بائعي الشاورما ومشتقاتها.
وحتى لا يبدو الكلام عبثيا فلعله من المفيد أن نعرف أن تقنية النانو هي بلغة أكثر فهما «تقنية الجزيئات متناهية الصغر»، والفائدة من هذه التقنية هي بابتكار تقنيات ووسائل جديدة تقاس أبعادها بالنانومتر، وهو جزء من الألف من المايكرومتر، أي جزء من المليون من الميليمتر.
وكما ترون جميعا فإن الرابط موجود بين العلمين العظيمين، علم الشاورما وتقنية النانو، فالشاورما هي من الأكلات الوافدة، ومن هنا تبدأ العلاقة بين الشاورما والابتعاث، فالمبتعث يعود بعلم من خارج الحدود، ثم يصنع للناس طعاما مستوردا هو الآخر.
والمبتعثة ستهتم بأدق تفاصيل الشاورما، وستأكل الساندويتش الذي تقدمه لك وأنت مطمئن البال إلى أنها اهتمت بكل جزء من المليون من المليمتر من «صاروخ « الشاورما.
وقد يسأل سائل ويقول إن ابتعاث ثماني سنوات كثير على تخصص الشاورما، ولكن هذا السائل من الفئة الذين يتجاهلون الجزء الممتلئ من الحياة، ويسلطون الضوء على الجزء الفارغ من العمر، الذين يتجاهلون الجمال في الأشياء القبيحة، ولهذا السائل وأمثاله أقول إن هذه الثماني سنوات أيها الجاهل المتحاذق هي خبرة تراكمية، أفادت المبتعثة وعززت ثقتها بنفسها في مواجهة الزبائن والعملاء الذين يقصدون بسطتها في الكورنيش، وأكسبتها لغة جديدة، ما يعني زبائن أكثر ومبيعات أكثر، ولكنكم قوم تجهلون.
وعلى أي حال..
قد يكون من المفيد التعاون مع ناسا، وابتعاث طلاب وطالبات لدارسة علوم دقيقة وحساسة، لكي يكونوا أسرا منتجة تبيع منتجاتها في الفضاء الخارجي على المخلوقات الفضائية التي تشاهد كوكبنا الجميل من الخارج لكي يعلموا أن في حياتنا فسحة وأننا لسنا كائنات مضحكة فقط.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/03/07