آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
طلال القشقري
عن الكاتب :
كاتب سعودي في صحيفة المدينة

الجبَّاس والكبَّاس!!


طلال القشقري ..
ما زالت بعضُ جهاتنا الحكوميَّة تتعامل مع المشكلات بِروتينٍ غير مفيد، ولو فكَّرَت خارج صندوق الروتين لَحَوَّلَت المشكلات لحبَّة ليمون، صحيح.. الليمون حامض ولكن يمكن أن يُعمل منه عصير الليموناضة الحلو واللذيذ!.

سأعطيكم مثلاً:

تنتشر في جدَّة أحواش كثيرة لصناعة جبس الديكور، في الأحياء النائية والعشوائيَّة، وأغلبها بلا تصريح، وبعض عُمَّالها الوافدين مخالفون لنظام الإقامة، ورغم ذلك يتعامل معها الناس العاديون، وشركات المقاولات لانعدام البديل!.

ومنذ عقود لم تُغيِّر الأمانة، وإدارة الجوازات طريقة تعاملهما معها، فتكتفيان بالكبْسِ عليها من حينٍ لآخر، وإن أغلقتها الأمانة انتقلت لمكان آخر إلى أن تحلَّ عليها كبْسة جديدة، وإن رحَّلت الجوازات عُمَّالها لبلادهم وَفِدُوا إلينا مرَّة أخرى أو جاء غيرُهم، وهكذا، والخلاصة هي حلقة دائريَّة مُفرغة يتعب فيها الجبَّاس والكبَّاس!.

ولو كنتُ مسؤولاً لَمَنَحْتُ الأحواشَ تصاريحَ العملِ اللازمة، وصحَّحْتُ أوضاع عُمَّالِها، وجعلتُها مدارس لتعليم حرفة الديكور الجبسي، ولَشَجَّعْتُ أبناءنا العاطلين من ذوي الشهادات المتواضعة على الانخراط فيها، واكتساب مهنة يدويَّة شريفة، وبالمناسبة ليس لدينا أيُّ جبَّاس سعودي، تخيَّلوا!! وما أدراكم قد يصير لنا عندها طراز ديكوري خاص بنا، مثل المشربيَّات الخشبيَّة التي كانت منتشرة في المدن الحجازيَّة واختفت واختفى معها تراث ثمين من تاريخنا، وكماهناك جبس ديكور مغربي وأندلسي وغربي وغيره سيكون هناك جبس ديكور سعودي نُصدِّره وتصاميمه وقوالبه إلى الخارج بكلِّ فخر، وهذا سيُكلِّفنا وقتًا ومالاً وجُهْدًا أقلّ ممَّا تُكلِّفنا حملات الكبْس على الأحواش، فضلاً عن تجنُّب شرور تعقّبها من مكانٍ لآخر كما يتعقَّب القط Tomعدوَّه اللدود الفأر Jerry!.

وأحواش الجبس مثال واحد، وهناكمئات الأمثلة المُفرِزة للمشكلات، ونحتاج للتعامل معها بالتفكير خارج الصندوق، بتغيير الغاية لصالحنا، ومعها الوسيلة!

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/03/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد