الموظف جزء من الحكاية
أحمد عبد القادر المهندس ..
الموظف سواء كان في مؤسسة حكومية أو خاصة أو شركة هو جزء أساسي ومهم لتسيير العمل واتقانه. والظلم على الذي يقع على بعض الموظفين سببه عدم إدراك فكرة أن العمل الناجح لا يستقيم إلا بالثقة والتقدير لكل موظف مهما كانت وظيفته.
يقول أحد المديرين إن النجاح في أي مؤسسة أو شركة هو أن تشرك الموظفين في أعمالها بشكل فعال. ويتم ذلك بأن يكون كل موظف جزءا من الحكاية، وليس مجرد ترس صغير في ماكينة المؤسسة أو الشركة العملاقة.
وعندما سئل مدير عمليات التواصل بشركة ييل البريطانية والتي تضم (٣٧٥٠ موظفا) وتنتج الدليل التجاري المعروف (بلو بيجز) كيف تعمل هذه الشركة وتفوز بجائزة الجودة الأوروبية مرتين، بينما هناك شركات أكبر لم تحصل على الجائزة؟!! أجاب: المشاركة في كل شيء، وبأن كل موظف هو جزء من الكل.. وبأن كل موظف في الشركة هو جزء أساسي في نجاحها. وتنتج الشركة كتابا بصفة منتظمة، يوضح أهدافها التي تطمح الشركة إلى تحقيقها. ويحصل كل موظف في الشركة على نسخة من الكتاب الذي يحمل أسماء الـ (٣٧٥٠ موظفا)، وكأن الكتاب عبارة عن لوحة شرف لكل موظف. وعندما كانت الكتب توزع في أي مكتب، كان كل موظف يقلب صفحاته بحثا عن اسمه، وكأنه مالك للشركة.
كان المدير التنفيذي للشركة يستخدم لغة مؤثرة جداً، حيث إنه كان يصف الشركة بأنها أحجية للصور التي تتكون من ٣٧٥٠ صورة، كل منها يرغب في البروز والتفوق. وكان يحرص على الالتقاء بكل موظف مرة واحدة على الأقل في العام. ويتضمن اللقاء جلسات لطرح الأسئلة وتلقي الإجابات.
وتعد هذه الجلسات بالإضافة إلى وجود كل اسم من أسماء الموظفين على قائمة التفوق وسيلة ممتازة لإشراك الموظفين في اتخاذ القرارات، وجعلهم يشعرون بأنهم جزء أساسي من حكاية النجاح.
فهل تعمل مؤسساتنا وشركاتنا بهذا المفهوم الإداري؟!!
جريدة الرياض
أضيف بتاريخ :2017/03/10