آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سعيد محمد
عن الكاتب :
كاتب في الوسط البحرينية

عزيزي المواطن... «مش بوزك» (3)


سعيد محمد ..

نكسر الخاطر نحن أهل البحرين، وخصوصاً أن الكثيرين منا أصبحوا يبنون الآمال والأحلام على: عروض القنوات الفضائية للفوز ببيت الأحلام... عروض الشركات والمعارض والمراكز التجارية للفوز بواحدة من السيارات المعروضة (تلق وتلمع) عند المداخل... السحب على عروض المصارف للفوز براتب مدى الحياة، أو على الأقل ألف ألفين دولار (حزة حاضر)، وأصبح الكثير منا - نحن معشر المواطنين من ذوي الدخل المحدود - ننتظر رسالة إس إم إس (صاروخية) أو اتصال هاتفي خيلي قشنقي يفرحنا بالفوز... حتى لو بعشرين دينار يا دخيل.

والساعة المباركة، حين يبلغنا المبشر (وبشارته علينا طبعاً)، بأن هناك نظاماً جديداً لنشر السعادة بين المواطنين، حتى لو (كذباً وجمبزة)، فما رأيكم لو استلم أحدنا رسالة نصية عبر جواله تقول له: «عزيزي المواطن... أبشر بالخير، شكواك وصلت وجاري التحقيق»، أو من قبيل: «عزيزي المواطن، نفيدكم بأن وحدتكم السكنية جاهزة، وتفضلوا لاستلامها في أسرع وقت»، وما أحلاها حينما تكون ضد مسئول أو (نفر كبير) تجاوز حدوده مع أحد المواطنين: «عزيزي المواطن، تسلمنا شكواكم ضد أحد الوزارات، وأخضعناها للبحث والدراسة، وسنتصل بكم لاحقاً لنعلمكم بالتفاصيل»، أو (كلش كلش)، وخصوصاً أيام الخميس والجمعة أو السبت كيومنا هذا، دون مناسبة ولا يحزنون، تأتينا رسالة نصية تقول: «عزيزي المواطن، شخبارك... إن شاء الله زين... بس حبينا نسلم عليك!».

والشهادة لله، هناك جهات حكومية خدمية، تبادر في وقت قصير بإرسال رسالة نصية تبلغك بالإجراء الذي تم اتخاذه بخصوص معاملتك كمواطن، وبعضها يكلف موظفين أو موظفات للاتصال ومتابعة مراحل المراجعة أو سير المعاملات، إلا أن هناك جهات أخرى وكأنها تريد أن (تزيد ضيق صدر وقلق وتعب المواطن)! حتى أنه من باب تأكد ومتابعة، بعض الأرقام التي تخصص للمراجعة، تكون في الغالب (شغالة) ليل نهار، لكن دون رد! نعم، نعذرهم، فبعض الأنشطة والجهات تتلقى كماً هائلاً من الاتصالات التي لا يمكن تغطيتها بعدد ضئيل أو حتى كبير من الموظفين والموظفات، لكن ذلك لا يعني أن تكون الخطوط مشغولة حتى منتصف الليل، أو ربما يجوز... «ليش لأ».

ما علينا يا جماعة، نحن كمواطنين ننتظر الأنباء المبهجة والأخبار السارة وهي قليلة بل نادرة، أضف إليها أن جوالات المواطنين والمقيمين أصبحت تضج برسائل تدعو للمشاركة في العروض والسحب واليانصيب للفوز بالسيارات الفخمة والعروض التجارية المغرية، وبعض الرسائل السخيفة الوضيعة التي تأتي من الخارج... أما ما يسر، فهو من الأحلام السعيدة على ما يبدو، ولكن هناك مسجات أخرى تصلنا، وهي ضيف يرد إلينا يومياً من قبيل: هل ترغب في تحقيق سفرة أحلامك مع أسرتك؟ أو... تريد أن تزيد دخلك الشهري وتحقق أرباحاً بآلاف الدولارات... ومسكين ذلك المرسل، كما هو المستقبل، وخصوصاً من إخواننا العرب في سورية أو العراق أو أي بقعة في العالم على الواتس أب أو الإيميل تقول :»أخي الفاضل...أنا امرأة... سورية... عراقية... يمنية... بورمية...صومالية... لاجئة في تركيا... اليونان... أوروبا... ظروفي صعبة، وأتمنى منك المساعدة بمبلغ من المال وأعيده إليك حال عودتنا إلى بلادنا»... والرد طبعاً، عمية تخضب مجنونة... الله يفرج عنكم وعنا.

هيا هيا يا وجوه الخير... نريد المواطن أن يشعر بالفرح والسرور من خلال رسائل تقول: «عزيزي المواطن... الأوضاع الاقتصادية في تحسن مستمر، وتجاوزنا الأزمات... وفالك طيب»... أو: «عزيزي المواطن... عزيزتي المواطنة، نفيدكم بأن العاطلين عن العمل يمكنهم مراجعتنا غداً لإكمال توظيفهم برواتب مغرية»... أو: «عزيزي المواطن... عزيزتي المواطنة، إن كنت من ذوي الدخل المحدود أو ممن يستفيدون من المساعدات الاجتماعية، نبشركم بتنفيذ برنامج تنمية دخل الأسر مادياً»، ورحم الله والديكم، رسائل من قبيل: «عزيزي المواطن... مش بوزك»... ما نبغي... بسنا فلوس يا حسين.

صحيفة الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2017/03/11

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد