موت دوت كوم!
سعود ثامر الحارثي ..
عزيزي قائد المركبة والمسافر على الطرقات السريعة أحيانا قد تصادف بطريقك وأثناء سفرك لوحات لوزارة النقل ترشدك وتدعو لك بالسلامة وتطلب منك زيارة موقعها الالكتروني:
www.mot.gov.sa. نعم! إنه «الموت»، كما دعت له وزارة النقل بعنوانها الالكتروني على شبكة الانترنت، فما أن يبزغ فجر يوم أو تغيب شمسه، إلا ونسمع أو نقرأ عن فاجعة مؤلمة نتائجها إما موت عائلة بكاملها في حادث مروري، بل واحتراقهم بالكامل ولمجموعة شباب ما زالوا في ريعان شبابهم وغيره من الفجائع والأهوال التي ينفطر لها القلب، فجميعنا نلقي باللوم على السرعة وفي الحقيقة ليست السرعة هي السبب وإنما الطرق المتهالكة والتي أصبحت تجاعيدها كتجاعيد من كان في أواخر عمره، فلقد أخذتني الذاكرة لذلك الطريق المؤدي بين محافظتي رنية إلى الخرمة والذي أصبح لونه أقرب إلى اللون الأبيض فقد غزا (الشيب) هذا الطريق لأنه لم يهتم به منذ تأسيسه فلم يصبغ بالأسود لتعود له الحيوية ويعود له شبابه. وغيره من الطرق حتى وإن كانت سريعة ومزدوجة فلا تخلو من حفرة وسط الطريق تفاجأ بها، أو مطبات أحدثتها تلك المعدات الثقيلة كالناقلات التي تحمل أوزان فوق المسموح به، وذلك بعد أن غاب الميزان لوزن حمولة تلك الشاحنات، وغيره من المفاجآت الجديدة في هذه الطرق.
فالأصوات بحت ووسائل الإعلام ملت وكلت للمناشدة بتحسين خدمات هذه الطرق وازدواجية الطرق المفردة التي هلكت الأرواح، فكثير من الشركات المشغلة ومتعهدي الصيانة لهذه الطرقات غائبة تماما، فلم ترشد المسافر ولم تتعهد بأعمال الصيانة، ناهيك عن سوء التنفيذ في خدمة هذه الطرقات ففي بعض الأحيان تغطى الطرق بزحف الرمال وتبقى لأيام بل لأسابيع لم تزح، فصيانة الطرق غالبا أشبه ما تكون غائبة عن الواقع.
فلا نعلم ما الفائدة المرجوة من زيارة موقع وزارة النقل الذي تدعو المسافرين إليه، فحين تصفحت الموقع لم أجد سوى إصدار تراخيص وبطاقات تشغيل واستعلام عن عقود ولم أجد لما تدعو إليه من إرشادات المسافرين أو الاهتمام بهم.
فيا عزيزي المسافر سأهدي لك بعض النصائح والإرشادات بدلا من زيارة موقع الوزارة وضياع وقتك بحثا عن هذه الإرشادات فما عليك سوى اتباع الآتي، أثناء القيادة عليك بشد فكيك وخاصة إن كنت من أصحاب الأسنان التركيبية أو الابتسامات الهوليوودية فقد تسقط هذه الأسنان أثناء مفاجأتك بحفرة أو مطب في هذه الطرقات، كما عليك بالاستماع إما لآيات من القرآن أو حديث فربما تكون آخر ما تسمعه والأعمار بيد الله، وإن كنت من أصحاب الطرب والوناسة فعليك بسماع الأغنية المغربية ‹›يا رب السلامة›› صحيح هي أغنية «هجولة»، لكن عليك بالتأني أثناء الاستماع لها.
في الختام، اقترح على وزارة النقل في ظل التحول الوطني ورؤية المملكة المستقبلية 2030 بالالتفات بعين الرأفة للطرق التابعة لها والتحسين من خدماتها، كما اقترح تغيير اختصار اسم موقعها الالكتروني لشيء يدعو للتفاؤل بدلا من الموت!
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/03/13