المواطن راكب بسكليتّة!!
طلال القشقري ..
يُعاني المواطنُ من السيَّارة، ومن أوجه معاناته عجزُه عن شرائها، إلاَّ بالاقتراض من البنوك، أو بالتقسيط غير المُريح، أو بالاستئجار المنتهي بالتمليك الموازي للتفليس!.
وبعد شرائه للسيَّارة يُعاني من صيانتها، فقد تخدعه -لا تخدمه- وكالاتها، وتغشُّه في الأجور وقطع الغيار والعيوب المصنعيَّة، والمسكين لا يدري!.
والسيَّارة اخترعها الألماني كارل بنز للتنقُّل المريح والسلامة، لكن مع ازدحام شوارعنا، وسوء تخطيط معظمها، وكثرة عيوبها، وتواضع ثقافتنا المروريَّة، لم تعد كذلك، بل يصاحبها معاركُ كرٍّ وفرٍّ، وإقبال وإدبار، تجعله ينهار عصبيًّا، فضلاً عن الحوادث الأليمة التي قد تصيبه، وما زلنا من أوائل العالم في تعدادها، وهي تُرمِّلُ النساءَ، وتُيتِّمُ الأطفالَ، وتُثْكِلُ الأمَّهاتِ، وتُحْزِنُ الآباءَ!.
ومع اعتماد المواطن على السيَّارة، حتَّى في أقرب المشاوير كالذهاب للمسجد مثلاً، وإقلاله من المشي، تضرَّرت صحَّته النفسيَّة والعضويَّة، وأصابته الأمراض المزمنة، وقلَّلت متوسِّط عمره عكس أجداده الذين كانوا من المُعمّرين!.
والآن فُعِّل تطبيقُ كثيرٍ من الغرامات الماليَّة على المخالفات المروريَّة لسائقي السيَّارات، ويصعُبُ عدُّها من كثرتها، وكما أصبحت السيَّارة مصدر دخل مالي كبير لإدارة المرور وشركائها أصبحت مصدر استنزاف حادٍّ لدخل المواطن الذي لم يزد منذ فترة طويلة، زاد فيها سعرُ كلِّ شيءٍ أضعافًا مضاعفةً!.
ولا تنسوا سعر البنزين الذي سيرتفع قريبًا، ولهذا، ولتفادي المعاناة أقترحُ أن يستبدل المواطن بالسيَّارة الدرَّاجة الهوائيَّة، وأن يقتدي بمواطني دول اسكندينافيا، بمن في ذلك الوزراء وعلية القوم هناك، وبهذه المناسبة أهدي المواطن الأنشودة التي كُنَّا نردِّدها ونحن أطفال تشجيعًا له لاستخدام الدرَّاجة:
تيري ريري رِتَّة.. بابا يِيجي إمْتَى؟
يِيجي الساعة سِتَّة.. راكب وللا ماشي؟
راكب بسكليتَّة.. حمْرا وللا بِيضا؟
بِيضا زيِّ القشطة!.
وسِّعُوا له الحارة، وسِّعُوا له السِكَّة..!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/16