شرطة جدة: شكرًا ولكن..!
سالم بن أحمد سحاب ..
ذكرتْ هذه الصحيفة (19 فبراير الماضي)، أنَّ شرطة جدَّة متمثِّلةً في مركز شرطة الجنوبيَّة قد ألقت القبض على عصابة من 3 أشخاص فقط (من جنسيَّة عربيَّة) وفي الثلاثينيَّات من أعمارهم، وذلك إثر تقدم مواطن ببلاغ للجهات الأمنيَّة، يفيد بتعرُّضه لعمليَّة سرقة لبطاقة السحب الآلي.
جهد مشكور لا ريب، لكنَّ المشكلة تكمن في أنَّ هذه العمليَّة ليست الأولى، ولا الثانية، ولا المئة، ولا الألف، بل تحمل الرقم التسلسلي 43,850! نعم قرابة 44 ألف عمليَّة سرقة ونصب، قبل الإيقاع بالعصابة إيَّاها.
أوَّل الأسئلة: هل هذا البلاغ هو الأول؟ أم أنَّ آخرين من قبل قدْ بلَّغوا واشتكوا، وربما بكوا؟! ما سر هذه العصابة الثلاثيَّة الخفيَّة، التي يعجز حتَّى سوبرمان، وباتمان، وسبايدرمان -مجتمعين- من تحقيق، ولا حتَّى عُشر هذه النجاحات الهائلة؟.
لستُ بالذي ينتقصُ من جهود رجال شرطة جدَّة، فهم -لا شك- يبذلون الكثير، ويضحُّون بالكثير. لكن ربَّما ينقص بعضهم مزيد من التدريب، والاستعانة بالتقنيات الحديثة خاصَّةً كاميرات المراقبة. فمثلاً يُلزم كل بنك بتركيب كاميرا في كلِّ جهاز صرَّاف آلي لمراقبة وتسجيل كلِّ عمليَّة سحب أو إيداع، فلماذا لا تُربط كل هذه الكاميرات بغرفة مراقبة متطوِّرة تابعة للجهة أو الجهات الأمنيَّة المعنيَّة؟! وفي ذلك توحيد للجهود، وتعزيز للأمن، وتطوير للخدمة.
في بلادنا كثيرٌ من الإمكانات المتاحة، لكن ينقصها التكامل، بحيث تتم الاستفادة القصوى منها، ودون زيادة كبيرة في التكلفة الماديَّة. أمَّا الإصرار على الاستقلاليَّة والعمل المنفرد، فلا يخدم الغرض، ولا يحقق الهدف المنشود. تحقيق الأمن في أكمل صوره يتطلَّب تضافر الجهود، وتكاتف العاملين في المكاتب والميادين، ومن وراء ستار، وبدون ستار.
ليس معقولاً أن تنجح العصابة المجرمة في 43,849 عمليَّة قبل أن يُوقع بها، وقبل أن تلتهم مئات الألوف، وربما ملايين الريالات من ضعفاء أبرياء، لا يملكون حولاً، ولا يهتدون سبيلاً.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/16