مدينة طبية مهجورة: نموذج آخر!!
سالم بن أحمد سحاب ..
ما يُسمى مدينة الملك فيصل الطبية في منطقة عسير ليست إلا نموذجاً آخر على أحد أهم المصطلحات التنموية في بلادنا، ألا وهو (المشروعات المتعثرة). طبعاً هذه القائمة تطول وتتراوح بين الصغيرة ذات الملايين القليلة إلى ذات المليارات القليلة. وثمة مصطلح آخر يلحق بها هو (المشروعات الرديئة)! وهذه الأخيرة لا تكاد تُحصى من كثرتها، بدءاً بالمدارس التي تُنفِّذها شركات ومؤسسات ماركة (أبو بطن) لأنها تنتقل من باطنٍ إلى باطن، وكل باطن يُصادر جزءاً من الكعكة بلا مقابل، سوى توقيع وريقات معدودات، وانتهاءً بمشروعات مليارية من شاكلة مشروع الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي الذي بنته (أرامكو) في المنطقة الشرقية، فَخَرَّ الماء من سقفه قبل شهور قليلة، ولم يُعرف حتى الآن مصدر المياه الهادرة!! هل هو المطر الشديد أم هو الفساد العتيد؟!.
وهذه المدينة الطبية في عسير (المدينة 5 مارس) لم ينتهِ فيها إلا العظم كما يبدو، في حين كان من المفترض أن يبدأ تشغيلها مع مطلع هذا العام الميلادي. لكن الحال يغني عن السؤال! منطقة عسير ذات كثافة سكانية متوسطة مما يعني أنها في أمسِّ الحاجة لهذا المرفق المهم الذي صُمِّم بنيانه واعتمدت أمواله ووقعت عقوده، ثم هو اليوم كدور الأشباح ينتظر فرجاً عاجلاً أو موتاً آجلاً.
أليس من المفترض أن لا يُوقَّع عقد هذا المستشفى إلا والأموال محجوزة والارتباط معتمد والجدولة واضحة! أم أن العقود تُوقَّع ثم الأموال تُدبّر (وقد لا تُدبّر)؟! هل ثمة أولويات مفاجئة تلتهم ميزانيات معتمدة؟، هل يُعقل أن يُجمّد مشروع نوعي مهم لصحة الإنسان في جنوبنا الغالي، فيذهب ما تم صرفه حتى اليوم هدراً، فلا المشروع اكتمل، ولا صحة المواطن هناك ارتقت!
أليس بالإمكان إعادة النظر في أهم المشروعات المعطلة التي تهمّ صحة الإنسان! صحته أولاً ثم تعليمه ورعايته، وما بقي يُدرج تحت بنود أخرى قد تكون إلى الرفاهية أقرب، مع أن الأصل هو تكامل المرافق والخدمات كي يمارس الإنسان حياة متوازنة منتجة هادئة لا كدر فيها بالجملة ولا منغصات في الذهاب والغدوة.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/19