فكوا الاشتباكات!
سالم بن أحمد سحاب ..
أحياناً أصاب بالدوار حين أقرأ عن تشابك الأدوار! طبعاً ليست أدوار في مبانٍ أو ناطحات سحاب، وإنما أدوار الوزارات والجهات! خذوا مثلاً الجسور والأنفاق داخل المدن بالذات! هل هي مسؤوليات وزارة النقل؟ أم هي من صميم عمل الأمانات؟ هل تتقاطع وزارتا النقل والشؤون البلدية والقروية في هذه المشروعات؟ أم هما تفترقان!!
وذكرت المدينة (10 مارس) أن وزارة النقل تعمل حالياً على وضع خطة عمل تشمل حلولاً شاملة لتصريف مياه الأمطار بنظام الجاذبية الأرضية لعدد من المواقع! هل المقصود هنا تطبيق هذه الآلية (الجديدة) في الطرق الطويلة والعقبات الشهيرة مثل شعار وضلع وشمرخ وغيرها؟ أم أن ذلك يشمل الأنفاق والجسور في مدن مثل العاصمة الرياض وجدة العروس؟
من ثنايا الخبر يُفهم أن للأنفاق داخل المدن نصيب الأسد لأن الخطط تتحدث عن أعطال مضخات المياه في الأنفاق أثناء هطول المطر!! باختصار هل أمانات المدن معفاة تماماً من إشكالات ما بعد المطر؟ وإذا كان الأمر كذلك، فلمَ يلقى اللوم على أمانة جدة مثلا، وتتقاذفها التهم ونفي التهم؟
وعلى كل حال تُشكر وزارة النقل على اهتمامها بقضية تصريف مياه الأمطار في (بعض) المدن، لكنها كذلك تساهم في مزيد من تشابك الصلاحيات والمسئوليات! تصوروا كل هؤلاء الشركاء المتشاكسون: الأمانات والبلديات ووزارة النقل وشركة المياه الوطنية وهيئات تطوير المدن!! إلى متى يستمر مسلسل تنازع الصلاحيات والمسئوليات؟ ولماذا لا تُضم كل شؤون المدينة الكبيرة إلى جهة واحدة كبيرة لتكون المسؤولة عن حفريات شركة الكهرباء وسوء ردمها، ومعنية بتوصيلات المياه وهدرها، ومحاسبة على سوء تصريف مياه الأمطار كما الصرف الصحي! وهي التي تهتم ببيئة المدينة من حيث نظافتها وتلوثها كما هي تهتم بطرقاتها وشوارعها ونظافة مطاعمها؟
ويا ليت وزارة النقل تهتم بمسئولياتها الأساسية الكبرى، وعلى رأسها سلامة الطرق الطويلة! خذوا مثلاً لوحات الطرق التي اسودَّ بعضها من شدة التلوث وتراكم الغبار! وخذوا مثلاً الطريق الدائري الرابع في مكة المكرمة وغياب خطوط مسارات حركة السيارات، والتي قد ينتج عنها حوادث مريعة مروعة!!
فكُّوا الاشتباكات لو سمحتم!!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/03/20