هندسة العقوم!
عبدالله المزهر ..
لا أجد مبررا للتشاؤم واليأس من وجود حلول لمشاكل الخلق في هذه البقعة من الأرض، كوكبنا السيار الجميل.
وفي هذا السياق قرأت تغريدة عظيمة لأمانة المنطقة الشرقية تقول فيها «بخصوص ما ورد من ملاحظات حول تجمعات مياه ضاحية الملك فهد؛ نفيدكم بأنه يتم حاليا تعزيز الحواجز الترابية بالحي». أ.هـ
ونلاحظ هنا أن المستنقعات ليست وحدها التي لم تجف، ولكنه الإبداع والحلول المبتكرة لم تجف هي الأخرى.
وبمثل هذه الحلول العبقرية الفريدة من نوعها يحق للناس التفاؤل، فهناك من يسهر ويفكر ويبدع ويأتي بهذه الحلول التي ستتعب كثيرا من يأتي بعد هؤلاء المخترعين.
وللذين لا يعرفون ضاحية الملك فهد ويسمعون بها للمرة الأولى، فهي واحدة من أكثر أحياء مدن المنطقة الشرقية مساحة، وقد اعتمد مخططها ووزعت أراضيها قبل ما يزيد على ثلاثين سنة، ولكن لخلل ما في مكان ما، نسي شخص ما أن الحي يحتاج لخدمات أساسية مثل الصرف الصحي والكهرباء والماء، واعتبرها كماليات لا تهم وترفا لا مبرر له. ثم اعتمد السماح بالبناء في هذه الضاحية واعتبر شخص ما أيضا أن هذا وحده كرم كاف، من باب نحن سمحنا لكم بالبناء فلا داعي للطمع الزائد والمطالبة بالخدمات التي يحتاجها البشر لكي يبنوا منازلهم.
والطريقة التي يتم التعامل بها مع المكان جعلته الخيار الأول لسكنى الضفادع والفئران وكل المخلوقات التي تجد في المستنقعات والمياه الآسنة مكانا ملائما للعيش. وأعتقد أن الحل الجذري الذي اعتمدته الأمانة بإقامة «الحواجز الترابية» سيكون حلا عظيما وفتحا هندسيا يساهم في فض الاشتباك بين السكان الأصليين والغزاة البشريين القادمين لمضايقة الضفادع والفئران والبعوض في أوطانها.
وما يقال عن ضاحية الملك فهد ينطبق على أحياء العزيزية، من حيث المساحة والخدمات والحلول الإبداعية.
وعلى أي حال..
أعتقد أنه من المهم استغلال هذا لإبداع بأن تسجله الأمانة باسمها وتحصل على براءة اختراع، ثم إنه يجب ألا يفوت على الجامعات وكليات الهندسة إنشاء قسم جديد بمسمى «هندسة العقوم»، ومفردها عقم هو الحاجز الترابي كما يسميها الناس. وليس للمفردة علاقة بالحلول «العقيمة».
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/03/22