آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سالم بن أحمد سحاب
عن الكاتب :
أستاذ الرياضيات، جامعة الملك عبدالعزيز بجدة

فكرة غير: جدارات لا مقررات


سالم بن أحمد سحاب ..
الأمريكيون مولعون بمحاولة الجديد. هم يعشقون التغيير ويُحبّون الخروج على السائد والمألوف، ولا يُمانعون في دفع الثمن في حالة الفشل، لكنهم مع ذلك يدرسون الفكرة دراسة متأنية، ويعدون للأمر إعداداً جيداً حتى يُقلِّصون من حجم المخاطر ويرفعون من نِسَب النجاح. عزاؤهم أن ثمن الفشل بسيط مقارنةً بحجم المكاسب في حال النجاح الباهر. ولعلّ شركات التقنية العملاقة خير دليل على ذلك بدءاً بمايكروسوفت، ومروراً بجوجل وفيسبوك وتويتر، وانتهاءً بسناب شات وانستغرام وغيرها مما لا أعلم.

اليوم تحاول جامعة أمريكية (تجارية)، أي هدفها ربحي، واسمها الجامعة الأمريكية العامة APU(عبر فروعها الكثيرة المنتشرة في الولايات المتحدة) اعتماد برامج دراسية جديدة مبنية على اكتساب (الجدارات)، وليس على اجتياز (المقررات) كما هو المعتاد. في هذه الجامعة قرابة 90 ألف طالب، سيضعون جانباً التحصيل العلمي الناتج من حضور المقررات الدراسية المعتادة، وسيحاول كل منهم اكتساب الجدارات اللازمة لاجتياز متطلبات الحصول على الشهادة الجامعية.

وكذلك تسعى جامعات أمريكية ربحية كثيرة للخروج من عنق زجاجة نظام المقررات الدراسية المألوف، وهي عاجزة عن مجاراة الجامعات غير الربحية في هذا الميدان، لذا تكثر ضدها الشكاوى وترتفع الاحتجاجات لأن سوق العمل لا يُرحِّب كثيراً بخريجي هذه الجامعات الربحية العاملة بنظام المقررات.

المحاولة الجديدة ستضع الخريج على المحك في سوق العمل، لأن المفترض أنه لن يتخرج حتى يمتلك حزمة كبيرة من الجدارات المطلوبة لأداء الأدوار المهنية المطلوبة في واقع الحياة العملية.

ولو أسقطنا هذه التجربة على مجتمعنا المحلي، فهل تراها تجد لدى سوق العمل قبولاً؟ هل يريد صاحب العمل الاطلاع على كشف درجات يتضمن أكثر من 40 مقرراً دراسياً اجتازها المتخرج؟ أم أن اهتمامه منصب على مدى (جدارة) المتخرج لأداء مهمة معينة؟ هل يهمه مثلاً أن يحصل المتخرج على تقدير امتياز في مادة المحاسبة مثلاً؟ أم الأهم أن يلم بمبادئها الأساسية وشيء من المهارات والتطبيقات العلمية التي تغني عن تدريبه ردحاً من الزمن وتُكلِّف المؤسسة كثيراً من المال؟!

أو ليس من المناسب أن نكون من السابقين؟!.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/03/31

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد