جدة والحاجة لدور رعاية المسنين
طلال الناشري ..
يحتاج المسن إلى رعاية خاصة تشمل أموره الاجتماعية، النفسية، والصحية، خصوصا أن وظائفه وقدراته العقلية والجسدية تتراجع تدريجيا بتقادم الزمن، واهتمت الدولة بهذا الجانب لكل من لم يجد من يرعاه في كبره، من خلال وزارة العمل والتنمية الاجتماعية التي أنشئت دورا عدة لرعاية المسنين وتقديم خدمة الرعاية لكبار السن من الرجال والسيدات في مدن مختلفة، ولكن هذه الدور لا تكفي لاستيعاب جميع المحتاجين لها من كبار السن، وأصبح هناك قائمة انتظار لدخول تلك الدور، إذ بات شرطا أن يتوفى أحد النزلاء ليتسنى لآخر الحصول على موقعه، ما يؤدي إلى شغل بعض كبار السن لأسرة المرضى في المستشفيات الخاصة والعامة وحرمان بقية المرضى المحتاجين للعلاج من الدخول للمستشفيات من أجل العلاج، وأيضا انتشارهم في الأماكن العامة، خصوصا الذين لا يوجد من يعولهم ويوفر لهم الرعاية الاجتماعية المتخصصة.
ولو نظرنا لعدد دور رعاية المسنين في المملكة لوجدنا أنها نحو 10 دور تقدم خدمتها للمسنين في جميع مدن المملكة، علما أن مدينة جدة لا يوجد فيها أي دار لرعاية المسنين، ويوجد فيها فقط الأربطة الخيرية والتي امتلأت بالعجزة من السيدات، ولو نظرنا إلى عدد المسنين حسب توقع الإحصاءات الرسمية للمملكة لوجدنا أنه سوف يفوق مليوني مسن بحلول عام 2019، وهذا العدد يحتاج إلى التخطيط السليم من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية لاحتواء هذه الأعداد وتقديم الرعاية والعناية اللازمة لهم، سواء بدعمهم اقتصاديا في منازلهم إذا كانت هناك أسر ترعاهم، أو توفير مكان مناسب لهم في إحدى الدور دون قائمة الانتظار إذا اتضح للمسؤولين عدم وجود من يرعاهم من أسرهم، أو لا يجدون الرعاية الأزمة، أو الرفض، والإهمال من قبل أسرهم، وهذا يقع أيضا تحت مسؤولية الحماية الاجتماعية والتي هي تابعة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، إذ نأمل اهتمامها بهذا الخصوص.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2017/04/01