آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
طلال القشقري
عن الكاتب :
كاتب سعودي في صحيفة المدينة

ممكن أروح البيت يا شركة التأمين؟!


طلال القشقري ..
أخيرًا، ذُقْتُ طعمَ التأمينِ الطبيِّ بعد أنْ وفَّرته جهة عملي مشكورةً من القلب واللسان!.

وفي باكورة استخدامي له، توجَّهْتُ للمستشفى وكأنَّني ديكٌ (نافشٌ) ريشه إثر تزوُّجه من ٤ دجاجات، ومُخاطبًا نفسي: (مين قَدَّكْ يا عمّ؟)، فلا تكلفة علاج فاحشة ستدفعها مثل زمان، وستتكفَّل شركة التأمين بعلاجك دون إبطاء!.

وفي المستشفى أخرجْتُ بطاقة التأمين كما تُخرِج العروس طقم زواجها الذهبي من حافظته، وطلبتُ الكشف عند طبيب استشاري ممتاز، فطلب منِّي المستشفى الانتظار حتَّى (نأخذ الموافقة من شركة التأمين) حسب قوله، فانتظرتُ نصف ساعة حتَّى أتت الموافقة، وبعد الكشف حوَّلني الطبيب لآخر متخصِّص في حالتي، فطلب منِّي المستشفى الانتظار حتَّى (نأخذ الموافقة من شركة التأمين)، فانتظرت نصف ساعة حتَّى أتت الموافقة، وبعد الكشف طلب منِّي الطبيب عمل أشعة، فطلب منِّي المستشفى الانتظار حتَّى (نأخذ الموافقة من شركة التأمين)، وبعد نصف ساعة أتت الموافقة، وبعد اطِّلاع الطبيب على نتائج الأشعَّة أشار عليَّ بعلاج باستخدام أحد الأجهزة، فوافقتُ، غير أنَّ المستشفى طلب منِّي الانتظار (حتَّى نأخذ الموافقة من شركة التأمين)، وبعد ٤٥ دقيقةً أتت الموافقة، لأطالع ساعتي وأكتشفُ أنَّني قضيتُ نصف يوم في مهمَّة علاجيَّة لا يُفترض استغراقها سوى ساعة، فضلاً عن المبالغ المحدودة التي دفعتُها بالنقد!.

وبعد الانتهاء خشيتُ أن يطلب منِّي المستشفى الانتظار (حتَّى نأخذ الموافقة من شركة التأمين) لعودتي للبيت، فمتى تُحلِّل شركات التأمين ملياراتها التي تربحها؟ ومتى تُقلِع عن التعطيل الذي قد يكون هدفه (تطفيش) المواطن الساعي لتسريع علاجه، فيدفع من جيبه وتزداد أرباحها؟ يمكن (حتَّى نأخذ الموافقة من وزارة التجارة والصحة) لتُنهيا جبروت شركات التأمين ومداهنة المستشفيات لها بما يُؤَخِّر علاج المرضى ويُكدِّسهم في طوابير طويلة وكئيبة، ويا مريض: لك الله!.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/04/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد