السلاح الكيماوي الذي سيُسقط الرئيس الأسد: النظام “العاقل” لا يَقع في فخ العُقوبة مرّتين!
خالد الجيوسي ..
لا يستطيع الإنسان العاقل، أن يُصدّق أنه يُمكن للنظام السوري، أن يستهدف مُعارضيه، بالسلاح الكيماوي، ليس لأن ذلك النظام “إنساني” بالدرجة الأولى، بل لأنه بدأ يتقدّم على كل المحاور، وبات من الغباء، أن يُقدم على “مجزرة مُروّعة” بحق أهالي خان شيخون، في محافظة إدلب، ومع كل هذا التقدّم، يتساءل ذات العاقل، عن سر توقيت الهجوم، خاصّة، أن الولايات المتحدة الأمريكية، بإدارة ترامب، قالت قبل “هجوم شيخون” أن إسقاط الأسد لم يعد من أولوياتها، هناك من يحلم إذاً بحملة تباكي، ومنها لتغييرٍ في المُواقف.
النظام السوري، يُدرك أن هذه الحملة الإعلامية التي تشن عليه، تأتي ضمن مُخطّط الضغوط التي قد عايشها مُسبقاً، حين وضع له الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، خطوطاً حمراء فيما يتعلّق باستخدامه الكيماوي، واستخدمه، وحينها تبخّرت الخطوط الحمراء، بتخلّيه عن سلاحه الكيماوي، ضمن اقتراح روسي، جنّبه ضربة عسكرية، كعقوبة على الاستخدام الكيماوي، ونعتقد أن النظام اليوم، ومع الدعم العسكري الروسي، يُدرك تماماً أن روسيا ستقف إلى جانبه، وها هي تبنّت روايته، فيما يتعلّق بقصفه مخزن للمعارضة، يحتوي على مواد سامّة، تسبّبت بموت عشرات السوريين في شيخون اختناقاً، واستخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن إلى جانب الصين، منعاً لمُعاقبته، وإدانته.
نذكر جيّداً، كيف سَخر “المُعتدلون” من تخلّي “نظام الأسد” عن سلاحه الكيماوي، والذي كان يعتبره سلاحه الاستراتيجي، ضد “العدو” الإسرائيلي، تجنّباً للعقاب الأمريكي بالضربة الجويّة، وإيثاراً للبقاء والسلامة، حين زعموا استخدامه ضد المدنيين، لكنّهم وفي ذات الوقت يتهمونه بأنه يملك هذا السلاح اليوم، لاستخدامه ضد المُعارضين، وكأن هذا النظام لا يُملك سوى هذا السلاح للقتال، وبالمُناسبة كيف يُعقل لمن “تخلّى” عن سلاحه “نهائياً” هرباً من العقاب، أن يستخدمه مرّةً أخرى بحثاً عن العقاب!
قد يبدو الأمر خطيراً للوهلة الأولى، حيث بدا على وجوه المُعارضين علامات التفاؤل، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد تغيّر موقفه من الرئيس الأسد، بعد هجوم الأخير بالكيماوي المزعوم، أي أن هناك إمكانية لتوجيه ضربة عسكرية أمريكية، قد تُسقطه، لكن هذا باعتقادنا لا يتعدّى كونه “تعاطف إعلامي” أمريكي، والظهور بمظهر الواثق، خاصّة أن الجميع يعلم موقف الرئيس ترامب من التدخّل في شؤون الدول، وهو كان قد عارض تدخّل بلاده تحت إدارة الرئيس أوباما في سورية العام 2013.
لا شك، أن هناك أبرياء يسقطون في سورية يومياً، ولا فرق بين سُقوطهم بالكيماوي، أو غيره من الأسلحة الفتّاكة المُميتة، وهؤلاء الضحايا، تجب مُعاقبة المسؤولين عن إزهاق أرواحهم أيّاً كانوا، لكن حين تجد هذا التعاطف الإسرائيلي مع ضحايا شيخون، والمُتّهم النظام دون تحقيق، إعلم أن في الأمر “مؤامرة” تُحاك ضد الدولة السورية، فمن لم يستطع إسقاطها خلال ست سنوات، بالتأكيد لن يهدأ، خاصّة أن تلك الدولة “تجرّأت”، وردّت على عدوان إسرائيلي، اخترق كرامة، وسيادة أراضيها.
سنشهد في الأيام المُقبلة، الكثير من أحاديث الآمال، بقرب سقوط الرئيس بشار الأسد، على يد إدارة ترامب الصقورية، لكن هذه الإدارة لن تُغامر بالاصطدام عسكرياً بحليف الأسد الروسي الذي أثبت جديّته في الدفاع عن حليفه السوري، وبالتالي إشعال حرب عالمية ثالثة كُرمى عيون ضحايا شيخون، وتذكّروا جيّداً من كان سيَسقط خلال ثلاثة أشهر من عُمر الأزمة بالتكهّنات التأمّلية، سيسقط حتماً بعد ست سنوات بالآمال الافتراضية، وحتى مجزرة كيماوية قادمة، كان الله بعون أهل سورية الأحياء، ورحم الشهداء منهم.
كاتب وصحافي فلسطيني
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/04/07