الأخطاء الطبية لم تزل تترى!
محمد أحمد الحساني ..
لم تزل الأخطاء الطبية تترى خاصة في المستشفيات الكائنة في المدن والمحافظات الصغيرة أو الواقعة في أطراف البلاد، وهذا لا يعني عدم حصول الأخطاء في المدن والمحافظات الكبرى، ولكن حصولها في الأولى أشد وأنكى، وعلى سبيل المثال فقد سجلت مستشفيات منطقة جازان أخطاء طبية مدمرة كان آخرها ما حصل لرضيع بُترت يده اليمنى من منتصف الذراع حسب ما نُشر في عكاظ بتاريخ 1/7/1438هـ مما يعني أن ذلك الرضيع الذي أكمل للتَّو شهره الأول سوف يظل مدى حياته هذا إن عاش ولم تحصل له مضاعفات بعد ما حصل له من مأساة مروعة يظل معاقاً في جزء مهم من أعضائه، بل إنه سوف يعاني من النظرات المتسائلة حول سبب فقدانه يده اليمنى، هذا إن لم تحل إعاقته دون قدرته على التعلم، وإن تعلم فقد تحول دون الحصول على وظيفة يتنافس عليها الأصحاء بالآلاف، ويظل ذلك الرضيع يدفع طول حياته ثمن خطأ طبي حصل ضده في مستشفى من المستشفيات التي قد تكون أوضاعها المزرية وانخفاض مستوى العاملين فيها وراء ما يحصل لمرضاها من أخطاء ومآس عظيمة.
إن ما يحصل ويتكرر من أخطاء طبية في بعض مستشفيات مدن ومحافظات الأطراف، ربما يشير إلى عدم عناية وزارة الصحة منذ عقود بتلك المستشفيات سواء بالنسبة لما فيها من أجهزة أو أطباء أو عاملين في الوظائف الطبية المساعدة ولذلك لا عجب أن تتواتر الأخطاء الطبية فيها ويكثر الضحايا ثم لا يحصلون في نهاية الأمر على إرش جراح أو دية أو نصف أو ربع دية، فيما يحكم لضحايا الأخطاء الطبية في الدول المتحضرة بمئات الآلاف لما هو دون الوفاة وبالملايين في حالة تسبب الأخطاء في فقدان المريض لحياته.. ولله في خلقه شؤون.
صحيفة عكاظ
أضيف بتاريخ :2017/04/07