المجلس البلدي والدور المفقود
محمود إبراهيم الدوعان ..
بدون شكٍّ إنَّ النخبة المختارة لتمثيل سكَّان محافظة جدَّة في المجلس البلدي يملؤهم الحماس، والمصداقيَّة عندما تمَّ انتخابهم لتمثيل سكَّان الأحياء، من خلال الدوائر الانتخابيَّة، وحرص السكان الذين توخُّوا الأمل في هؤلاء المختارين، بأن ينقلوا أصواتهم ومعاناتهم وما يواجههم من صعوبات إلى المسؤولين من أجل رفع المعاناة عنهم، وذلك برفع تقارير دوريَّة للجهات المختصة لتلبية احتياجات المواطنين حتَّى تحل إشكالاتهم في أسرع وقت ممكن.
ولكن ما الذي يحدث الآن؟ العديد من المشروعات متعثِّرة، والشوارع مكسَّرة، والأرصفة متهالكة، والنظافة في كثير من الأحياء الجنوبيَّة شبه غائبة، وطفوحات الصرف الصحيّ تملأ العديد من الشوارع (مثل شارع الصحافة، جنوب مرور جدَّة عند محطة المحبرة، كمثال بسيط لما يحدث في نهاية كل أسبوع)، وكثير من الملاحظات التي تهمُّ السكان، وتحتاج إلى حلولٍ سريعةٍ، ومتابعة جادَّة حتَّى يرتاح المواطنون من هذه المنغِّصات التي يعانون منها.
هناك أيضًا معضلة أخرى يمكن للأعضاء في المجلس البلدي أن يركِّزوا عليها، وإنهاء معاناتها بالتنسيق مع أمانة جدَّة، ألا وهي «كوبري العدل» الذي يربط بين جانبي مشروع الأمير فواز، ويصل بين الأحياء الشماليَّة والجنوبيَّة في ذات المشروع، ويربط أيضًا بين أحياء كثيرة في كلا الجانبين، ويخدم منطقة مزدحمة بالسكان، ويُعتبر من أكثر الجسور حيوية في المنطقة الجنوبيَّة من المحافظة.
هذا الكوبري له عدة سنوات وهو في حالة سبات، ويتم العمل فيه بطريقة سلحفائيَّة، وفي كل مرة تجد ثلاثة أو أربعة عمَّال يزاولون العمل بالكوبري لذر الرماد في العيون، والناس تجد مشقة عظيمة في الانتقال من مكانٍ إلى آخر، وحتى تعود إلى وسط جدة عليك الالتفاف من خلال كوبري مستشفى الحرس الوطني الذي يبعد حوالى 15 كيلومترًا عن المشروع مع شدة زحام طريق الحرمين المؤدِّي إلى مكَّة المكرَّمة، أو سلوك طرق أخرى ملتوية حتَّى العودة إلى شوارع وطرقات وسط جدَّة المزدحمة أصلاً في جميع الأوقات.
معاناة لا توصف مع توقف الحركة لمعالجة هذا الكوبري، والناس في كرب من تأخر المشروع لعدة سنوات، ولكن بدون نتيجة تذكر، وأخيرًا ركنوا إلى الوعود الباهتة بأن الحل قريب -إن شاء الله-.
ونحن نسأل الأخوة في المجلس البلدي: ما الذي قدمتموه لحل هذه الإشكالات؟ ولماذا لم تُحقَّق مطالب الناس حيال المشروعات المتعثِّرة التي أعاقت تحركاتهم، وأرهقت أطفالهم، وعطَّلت مصالحهم؟.
كل ما نرجوه من أمانة محافظة جدَّة (وهي الجهة المسؤولة عن مثل هذه المشروعات) أن تُسرِّع العمل في كوبري العدل، وأن تُنجز إصلاحه قبل حلول شهر رمضان المبارك، وفي أقرب فرصة ممكنة، حتى تعم الفرحة الساكنين، والزائرين، والمترددين على تلك الجهات. كما نأمل من أعضاء المجلس البلدي متابعة المشروعات المتأخرة التي يعاني منها الناس، وأن ترفع تقاريرها للجهات المختصة لاتخاذ القرارات المناسبة حيالها، وإراحة عباد الله من هكذا معاناة حتى تحقق المحافظة أهدافها المرجوة بما يتواءم مع التنمية الشاملة التي تعيشها بلادنا الغالية. وفق الله العاملين المخلصين لما يحب ويرضى.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/04/07