خصخصة الخيار وخيار الخصخصة!
عبدالله المزهر ..
يكثر الحديث هذه الأيام عن انقطاع تطعيمات الأطفال في المشافي الحكومية وتوفرها في الخاصة بأسعار تجعل فكرة «الوأد» فكرة منطقية. والأمر ليس سيئا كما قد يعتقد بعض الحاقدين والمغرضين الذين لا يحنون رؤوسهم بدرجة تساعدهم على رؤية نصف الكوب الممتلئ.
وقال حاقد لا أعرفه إن النصف الممتلئ من الكوب هو النصف الأعلى، وقال آخر إن الفائدة كلها في النصف الأعلى حيث يوجد الهواء، أما النصف الأسفل الذي يراه البعض ممتلئا فقد يكون سما. والامتلاء ليس شرطا للتفاؤل على أي حال.
أما الذين تعاطفوا مع وزارة الصحة وخطوتها غير المعلنة لخصخصة «التطعيمات» فقالوا إن من يستحق الحياة من الأطفال هم من يعيشون في أسر توفر لهم حياة مرفهة، أما الأطفال الذين يولدون في أسر فقيرة لا تستطيع توفير تطعيماتهم فإنه من المؤكد أنهم سيكونون عالة على الحياة فيما بعد، ولذلك فقد تكون فكرة التخلص منهم مبكرا فكرة رائدة وتستحق الإشادة.
ثم إنه ـ كما تعلمون ـ لم يعد هنالك وظائف تستحق الحياة إلا لأقارب المسؤولين والمقربين منهم من أنساب وأصهار ومعارف من الدرجة الأولى، أما بقية الخلق فإنهم يسيئون لسمعة الوطن لأنهم مجرد أرقام تزيد في معدل البطالة الذي لا يبدو منظره جيدا وهو يرتفع محاولا الإساءة لاقتصاد الوطن.
ولذلك فإني أشد على يد من تسبب في إخفاء التطعيمات، وأرجو أن يكون جريئا وينتقل للخطوة الثانية وهي إخفاء الدواء بشكل عام عن هذه الفئة التي لم تنجح في جني الكثير من الأموال، وهذا سبب كاف ووجيه للتخلص منها.
وعلى أي حال..
ولأن الخصخصة هي الخيار الذي لا بد أن يأكله الجميع، فإن التدرج في مثل هذه الحالات يصيب بالملل ولا بد من تسارع الخطى بشكل أكثر فاعلية، ولذلك أقترح بيع المواطنين على الشركات بالجملة، وكل شركة تفعل في المواطن الذي تشتريه ما تريد، لأن شغل «المفرق» قد يأخذ وقتا طويلا، وأعمار الناس قد لا تساعد في الوصول إلى الهدف النهائي النبيل، وهو القضاء على الفقراء والتخلص من الفقر بشكل نهائي.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/04/14