هل تعيد هيئة السياحة مقتنيات قطار الأمانات؟!
محمد البلادي
* في العام 1917 أي قبل مئة سنة تقريباً نقلت الحكومة العثمانية جميع محتويات وكنوز الحجرة النبوية الشريفة إلى الخزانة السلطانية في قصر (توب قابي)، بحجة الخوف عليها من تبعات الحرب العالمية الأولى التي كانت أقوم من ساق على قدم، وكان العثمانيون أحد أطرافها الرئيسيين. فحجز حينها (فخري باشا) كل عربات قطار الحجاز لحمل تلك الكنوز التي لا تقدر بثمن، وتم نقلها الى تركيا وسط حزن أهل المدينة ودعواتهم، عبر ما عرف تاريخياً بـ(قطار الأمانات المقدسة).
* الجميل واللافت في آن معاً أن نقل تلك النفائس تم بموجب تقرير (عصملّي) شهير وذائع الصيت، يتكون من 29 صفحة (يمكنك الاطلاع عليه في الإنترنت)، تضمَّن وصفاً دقيقاً للـ(391) قطعة، التي تضم مصاحف أثرية - منها مصحف سيدنا عثمان - والكثير من الحليّ والتحف ذات القيمة التاريخية العالية التي كان من المفترض أن تعود بعد انتهاء الحرب، لكنها مازالت هناك حتى اليوم، ومازال جزء كبير منها يعرض في متحف (توب قابي)، كبردة النبي، ورايته وسيوف ودروع كبار صحابته عليه الصلاة والسلام.
* وحتى إن اتفقنا مع من يقول إن نقل تلك الكنوز في ذلك الوقت قد حماها من التلف والضياع والسرقة وسوء التخزين، فإن الأمانات يجب أن تعود اليوم إلى مكانها الأساسي والطبيعي، خصوصاً بعد زوال الظروف والذرائع التي كانت سبباً في نقلها، وبعد العناية الفائقة والتعامل المحترف الذي تبديه هيئة السياحة، التي تبذل جهوداً لا تخطئها الأعين في سبيل الحفاظ على مثل هذه الثروات بنشاط واحترافية.
* تزداد الحاجة لتحرك الهيئة السريع في هذا الاتجاه مع إعلان رؤية (2030) عن إنشاء متاحف إسلامية ضخمة في بعض مناطق المملكة، وفق أعلى المعايير العالمية في الحفظ والعرض والتوثيق، لتكون محطة رئيسة للمواطنين والضيوف للوقوف على التاريخ الإسلامي العريق لهذه الأراضي المقدسة، فهل نشهد هذا قريباً؟.. نأمل ذلك.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/04/19