القادمون من وراء مثلث البظاظة
عبدالله المزهر
أسعد الله أوقاتكم أيها المواطنون والمواطنات، وجعل جمعتكم وسائر أيامكم مباركة. وبمناسبة ذكر المواطنين والمواطنات، فقد قرأت قبل الشروع في ارتكاب كتابة هذا المقال أن وزير العمل أصدر فرمانا وزاريا يقضي بقصر العمل بالمراكز التجارية المغلقة على السعوديين والسعوديات. والحقيقة أنه ليس لدي فكرة عن مستقبل هذا القرار ولا آلياته، وإن كنت أتمنى أن ينجح، وأن يكون حلا لشيء ما.
ولكن بشكل عام فإن مشكلة كثير من القرارات التي تصدر في هذا الشأن ـ وما شابهه ـ أنها تأتي ومعها طريقة التحايل عليها، وإفراغها من مضمونها، وتحويلها من حلم جميل إلى كابوس مرعب.
أنا مؤمن أننا أمام «مطب» كبير، قد نجتازه بسلام، ونسلك بعده الطريق الذي يكون سهلا إلى المستقبل، أو أن هذا المطب قد يعطب مركبتنا ويعطلنا ونتوقف عنده كثيرا في انتظار «سطحة» ما. فالسعوديون قبل عقود كانوا يبنون دورهم ويعبدون طرقاتهم بأيديهم، ويصنعون ما يحتاجونه، ويزرعون ما يأكلونه، وبعضهم لم يكن يتوقع أصلا أنه يوجد بشر آخرون غيرهم على هذا الكوكب، وأذكر أني كنت في صغري أعتقد أن حافة الكون تقع بعد «مثلث البظاظة» ـ الدوار حاليا ـ الذي يبعد عن منزلنا عشر كيلومترات تقريبا، لكن تحولا حدث في فترة أدى إلى اعتقاد بأن السعودي لم يخلق للعمل أساسا، وهو اعتقاد في طريقه للتلاشي والزوال، وأن يعود السعوديون طبيعيين مثل كل أمم الأرض، يعملون في كل المجالات دون استثناء.
لكن ما هو أهم من إصدار القرارات هو حماية من تنطبق عليهم هذه القرارات، وجعل المعمل مغريا. والإغراء ليس بالمقابل المادي فقط، بل بالحماية وجعل الوظيفة آمنة. فإذا كان موظفو شركات عملاقة لم يستلموا مرتباتهم منذ سنة كاملة، ولم يصدر وزير العمل قرارا يخصهم، ولم توقف خدمات تلك الشركات، فإن العمل فيما دونها اسما وسمعة سيكون أقل أمنا ورغبة لكل باحث عن العمل.
وعلى أي حال..
أتمنى أن يجد السعوديون والسعوديات عملا في كل مكان، سواء كان مغلقا أو مفتوحا، وأن يجتازوا بنجاح مقابلات التوظيف التي سيجريها معهم طوني.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/04/21