بورد زيّ قلّته !
طلال القشقري
سؤال أوجّهه لوزير الصحّة الدكتور توفيق الربيعة، ومُضَمِّناً إياه عجبي واستغرابي:
ما فائدة الدراسة العُليا لأطبّاء الوزارة، وتحصّلهم بعد سنوات مُضنية من الكدّ والمشقّة على الزمالة السعودية أو ما يُعرف بالبورد السعودي، ممّا يعادل شهادة الدكتوراه، وهم عندما يتخرّجون يُقال لهم بالمُفْتشر: لا توجد أرقام وظيفية أي لا توجد وظائف أعلى متوفّرة، سواءً للمتأهّل كأخصّائي أول أو كاستشاري، فيُزاولون أعمالهم الجديدة تحت عباءة وظائفهم القديمة، ولا ينالون وظائفهم الجديدة إلّا بعد سنوات أخرى، هذا إن كانوا محظوظين، ويصبح البورد كما يقول أهلُ مكّة: (زيّ) قلّته؟.
أنا من خبرتي في الوظائف وأرقامها وسنينها العجاف التي تشبه السنين السبع لأهل مصر في حقبة النبيّ يوسف عليه السلام، ومن خبرتي في عدم توفيرها إلّا بقطّارة العين والأذن التي يستخدمها الأطبّاء، أعتقد أنّ سبب المشكلة هو سوء التخطيط، إذ تُعتمد الدراسة العُليا لمئات الأطبّاء رغم معرفة الوزارة بعدم توفّر الوظائف وأرقامها لهم عند انتهاء دراستهم، اللهم إلّا إذا كانت الوزارة تتوقّع رسوبهم في الدراسة، وعندها يصبح الأمر سيّان، لكن الذي يحصل هو نجاحهم هم ورسوب التوقّع!.
وهذا السوء يصطحب معه سيئاتٍ أخرى، أوّلها الإحباط الذي يُصيب أطبّاء البورد، فهم لا يُميَّزُون عن الأطبّاء الذين يحملون شهادة البكالوريوس، فيتسرّبون من القطاع العام للعمل في القطاع الخاص ولو جزئياً، لتعويض أنفسهم مالياً مقابل خبراتهم التي اكتسبوها من البورد، وبالطبع على حساب أعمالهم في الوزارة، فإن فعلوا ذلك أرهقوا أنفسهم، وانخفضت جودة أعمالهم، والخاسر هو المريض الذي تقول الوزارة أنّها راعية صحّته الغالية!.
أطبّاء البورد، والمرضى، وأنا، نريد تخطيطاً دقيقاً ومرتكزاً على ضمان الوظيفة لكلّ طبيب يدرس دراسة عُليا مُعتمدة، ترى ذلك ليس صعباً يا معالي الوزير!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/04/22