عودة البدلات لا تعني التراجع
إبراهيم محمد باداود
في غمرة الفرحة العارمة التي عمت أوساط المجتمع مساء يوم السبت الماضي جراء إعلان القرارات الملكية وفي مقدمتها قرار إعادة البدلات والمكافآت ،ساد لدى بعض الأوساط شعور بأننا خرجنا من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي لحقت بنا منذ بداية العام الماضي وأن أسعار النفط عادت للارتفاع من جديد مما ساهم في زيادة إيرادات الدولة وبالتالي فإن الأوضاع استقرت وسنعود إلى ما كنا عليه قبل إعلان رؤية 2030 وقبل إطلاق برنامج التحول 2020 .
هذا الشعور الذي ساد بعض الأوساط جعل من المسؤولين عن ( حساب المواطن ) يؤكدون أنه لا صحة لإلغاء الحساب بعد صدور الأوامر الملكية المتضمنة إعادة البدلات والمكافآت مطالبين المواطنين بإعادة إدخال بياناتهم وتحديثها بموجب ما تم إعادته من مكافآت أو بدلات تضاف إلى الدخل علماً بأن هذا الحساب إنما تم تأسيسه لمواجهة الأثر الناجم عن الإصلاحات الاقتصادية المختلفة والتي قد تسبب عبئاً إضافياً على بعض فئات المجتمع وفي هذا إشارة بأن خطط رؤية 2030 ستتواصل كما هي ومن ضمنها حساب المواطن وغيرها من البرامج الأخرى .
يجب علينا أن لا نتسرع في الحكم على ما حدث ونعتبر أننا حققنا الأهداف المأمولة خلال 7 أشهر لأن ماحدث إنما كان بسبب مواصلة استقرار ارتفاع أسعار النفط وعدم هبوطها من جهة وبسبب البدء في تطبيق بعض الإصلاحات الاقتصادية من جهة أخرى ولذلك فعلينا أن نواصل العمل فيما بدأنا فيه من تلك الإصلاحات وتطبيق الضوابط المالية وأن لا نستعجل في قطف الثمار وإن ظهرت بعض البوادر الإيجابية من زيادة في الإيرادات ورفع كفاءة الإنفاق فنحن لازلنا في بداية الطريق وماحدث من إعادة للمكافآت والبدلات إنما كان خطوة لدعم الاقتصاد السعودي على المدى القريب من حيث زيادة السيولة وتعزيز القوة الشرائية وتشجيع البيئة الإستثمارية وزيادة الثقة لدى القطاع الخاص في الاقتصاد المحلي مما يساهم في وضع مستويات مناسبة للتضخم بعد النمو السلبي الذي حدث في الفترات الماضية .
لقد عقدنا العزم على فك الارتباط بين النمو الاقتصادي وبين ارتفاع أسعار النفط ويجب علينا أن نمضي في هذا الاتجاه ونتذكر دائماً بأننا وضعنا من ضمن أهدافنا الإستراتيجية تنويع الاستثمارات وإننا سنسعى في غضون العشرين عاماً المقبلة لتحويل اقتصاد المملكة عن الاعتماد على النفط بشكل رئيس فنحن دولة كوادر وطنية ولسنا دولة نفطية .
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/04/25