رسوم طرق!
إبراهيم علي نسيب
* أنا مشفق جداً على نفسي وكل البسطاء الذين باتوا يتلقون في اليوم آلاف الرسائل المربكة للحياة اليومية والتي تخص تفاصيل دقيقة، بعضها بالطبع إشاعات مصدرها وكالة «يقولون»، وبعضها موثقة، والحقيقة المخيفة والمخفية في كل ما تقدم هي أن بعض المسؤولين ما يزالون يعيشون في عالم آخر، عالم بعيد عن «اليوم» والواقع، لأنهم ببساطة يعيشون في بروجهم ويعتمدون على الآخر الذي ينقل المعلومة بطريقته التي تناسبه وبناءً على تلك المعلومات المغلوطة تأتي التصريحات المحزنة، آخرها تصريح وزارة النقل والتي تدرس فرض رسوم على مستخدمي الطرق، ولا مانع في أن أدفع رسوماً على الطريق الذي يمنحني راحة وحياة وسعادة، وكل العالم يعمل بذلك، لكن الفرق شاسع بين طريق موحش مملوء بالمطبات والحفر وخدماته هي أقرب للسوء، ولا شيء فيه يقنع المستخدمين بدفع «هللة» من أجل استخدامه..!!!
* والعكس صحيح، حيث أرى أن تدفع وزارة النقل لمستخدمي الطرق مبالغ رمزية كحافز لاستخدامها، وتبقى مسألة الرسوم حتى تنتهي الوزارة من بناء شبكة طرق حديثة مزودة بكل ما يهم المستخدمين، ومن ثم بعدها تفرض ما تراه مناسباً ولا مانع في أن يدفع المواطن الغالي والنفيس من أجل وطنه الذي يتمنى له كل المحبين وكل المخلصين أن يكون أجمل وطن في الكون، وهي حقيقة ولاء، لا مزايدة فيه، وحقيقة إخلاص لا نظير له، لكن أن تأتي التصريحات لواقع ليس فيه سوى طرق شاحبة مملوءة بالتعب والحفر واستراحات غارقة في التردي، وكلنا سافر وشاهد الآخر الذي يقود سيارته ويستمتع بالطريق وخدماته ويدفع وهو في قمة السعادة..!!!
* (خاتمة الهمزة)... مصيبتنا هي ليست في الإمكانيات، بل في التصريحات البعيدة عن الواقع بُعد السموات عن الأرض.... وهي خاتمتي ودمتم.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/04/27