آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله ناصر الفوزان
عن الكاتب :
كاتب سعودي

الأطباء مثل رجال الأمن جرائمهم لا تغتفر


عبد الله ناصر الفوزان

عندما يشعر الإنسان بالخوف من عصابة مجرمة تهدده بالقتل فيلجأ لجهة أمنية مهمتها حماية الخائفين وبدلاً من حمايتهم له يخرج منها إلى قبره وتسجل الجريمة ضد مجهول فماذا نسمي هذا؟

بعض الأطباء يقومون بجرائم مماثلة مع مرضاهم فبدلاً من حمايتهم يطلقون عليهم رصاص مسدساتهم الكاتمة للصوت ولا أقصد الأخطاء الطبية التي يموت بها المئات فهذه الأخطاء قد تغتفر إذا كانت خارجة عن الإرادة وليست نتيجة إهمال أو استهتار كما أنها ستكون معروفة يسهل توثيقها لكن أقصد جرائم خفية يصعب إثباتها ولا يمكن غفرانها.

يذهب بعض المرضى للأطباء هرباً من مرض بسيط أو لمراجعة روتينية ويُفاجأون بعد يوم أو يومين بأمراض أخرى وبائية لا يعرفون مصدرها وقد تكون الحالات مميتة.. وبعض المرضى يضطرون للنوم في المستشفيات للعلاج من أمراض ليست صعبة لكنها تتطلب التنويم ثم يصابون -وهم في المستشفيات- بأمراض أخرى صعبة معدية تكون قاتلة.

أقصد أن بعض الأطباء في الحالتين هم الذين نقلوا هذه الأمراض الصعبة إلى مرضاهم من مرضى آخرين عن طريق الملامسة باليد أثناء الكشف لأنهم ببساطة لا يهتمون بغسيل أيديهم قبل كل كشف جديد أولاً يكون غسيلهم بطريقة صحيحة وهؤلاء هم الذين يوجهون رصاص مسدساتهم للمرضى الذين احتموا بهم فبدلاً من حمايتهم من أمراض بسيطة يصيبونهم بأمراض وبائية خطيرة وتكون النتائج أنهم تحولوا إلى قنوات توصيل تنقل المرض الخطير من شخص إلى العشرات ربما في يوم ومكان واحد وقد يكونون هم أحد الضحايا فيجرمون أيضا بحق أنفسهم.

هذا موضوع خطير لأنه يحدث كثيراً، أكثر ربما من الأخطاء الطبية ولأنه خفي يصعب إثباته.
أقترح على وزارة الصحة أن تعتبر عدم غسل الطبيب ليديه أو مسحها بالمعقم حسب الأصول قبل الكشف على كل مريض جريمة تستحق العقاب ويكون إثبات هذا بأن يلتزم كل طبيب بغسل يديه أمام المريض بطريقة صحيحة وليس قبل دخوله على المريض أو دخول المريض عليه وأن تقوم الوزارة بحملة توعية للمرضى تفهمهم بها أن من حقهم ومصلحتهم أن يطلبوا من كل طبيب غسل يديه أمامهم ومن لم يفعل فلا يمكنوه من الكشف عليهم ويبلغون عنه لينال العقاب.

قد يبدو هذا تشكيكاً في الأطباء ولكنه في رأيي تشكيك مقبول مثلما يقوم به ديوان المراقبة العامة أو هيئة النزاهة أو الممثلون الماليون فهي أيضا أساليب تحمل التشكيك المسبق لكنها ضرورية يحمي بها المجتمع نفسه من بعض أفراده المستهترين.

رسالة الأطباء سامية وأغلبهم مخلصون وعلى درجة عالية من الوعي والاهتمام فلا يتساهلون في اتخاذ كافة وسائل السلامة ولكن المشكلة في فئة قليلة غير مكترثة أو ربما مستهترة وهذه الفئة هي التي تقتل مرضاها بدلاً من حمايتهم وما ينطبق على الأطباء ينطبق على كافة العاملين الصحيين.

غسل الأطباء والعاملين الصحيين لأيديهم بطريقة صحيحة أمر في غاية الأهمية وعدم فعل ذاك جريمة يفترض أن يكون هناك نظام يحدد عقابها.. أقول ذلك بمناسبة اليوم العالمي لتطهير الأيدي الذي هو أمس الجمعة..
الأطباء مثل رجال الأمن جرائمهم لا تغتفر.
 

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2017/05/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد