سفينة الفلة
عبدالله المزهر
هيئة الترفيه تطلق وسما احتفاليا بمناسبة مرور عام على وجودها بعنوان «عام على السعادة». والسعادة أيها الأفاضل والفاضلات مطلب كل حي، ومن أجل هذا الهدف «يشقى» الناس كلهم، وما من شقي إلا كان البحث عن السعادة من أسباب شقائه.
ولكن الهيئة الموقرة وجدت السعادة منذ أول يوم خرجت فيه للوجود. والحقيقة أنها ـ أي الهيئة الموقرة ـ لم تبين بوضوح عن أي سعادة تتحدث، ولكن تصريحا آخر للهيئة يمكن الأخذ به كقرينة لمعرفة من هم السعداء حقا بوجود الهيئة.
يقول هذا التصريح المنسوب للهيئة إنها أعادت كل ريال دفع على أنشطتها ريالين للدولة، وهذا قد يعني أن السعادة التي مر عليها عام هي سعادة الهيئة وليست سعادة الناس، فالمال ـ كما تقول الأبحاث التي أصدقها ـ هو أحد مصادر السعادة الحقيقية، بل إن المال يمكنك أن تعيش حتى شقاءك وحزنك برفاهية وراحة جسدية.
والسعادة ليست في جمع المال، بل في العثور عليه، فجمع المال متعب أحيانا، وهذا ما يمنعني من أن أصبح ثريا فاحش الثراء، كما تقول أحلامي. أريد أن أجد مالا جاهزا وأصبح سعيدا كأنني هيئة.
وأرجو ـ صادقا ـ ألا يفهم من كلماتي العظيمة أعلاه أنني أقلل من عمل الهيئة، فأنا لدي فوبيا من نقد الهيئات بأشكالها وأنواعها، لأن محبي الهيئة ـ أي هيئة ـ يكونون في الغالب متطرفين وحادين، وتقبلهم للنقد يكاد يكون معدوما، وأنا أخشى على سعادتي من أن يفسدها غضب المريدين. كل ما في الأمر أنني لا أجد رابطا بين الترفيه والسعادة، ربما يكون الترفيه مخدرا موضعيا للأحزان، لكنه ليس طريقا للسعادة.
وعلى أي حال..
أتمنى دوام السعادة للهيئة ـ سفينة الفلة ـ وأن يصبح الريال في يدها عشرة ريالات في يد الدولة، وأن يرزقني الله ثم إياكم رزقا كثيرا يجعلنا سعداء إلى درجة تعيننا على مشاركة الهيئة السعيدة فعالياتها.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/05/10