آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي أحمد البغلي
عن الكاتب :
كاتب كويتي

ترامب لا يهرول عبثاً!


علي أحمد البغلي

ترامب أكثر رئيس أميركي إثارة للجدل بعد ريتشارد نيكسون، وهو رئيس تحوم حوله ظلال العزل Impeachment بعد الضجة المثارة حول إقالة رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي (F.B.I) جيمس كومي «الذي كان يحقق بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية لمصلحة ترامب»، كما صرّحت بذلك منافسته على الرئاسة هيلاري كلينتون في مقابلة تلفزيونية مع محطة C.N.N التلفزيونية منذ أيام!

والدليل على تدني شعبية ترامب في الشارع الأميركي هو تقرير طريف معنون بـ «ماذا تفكر عند سماعك اسم ترامب؟»!.. وهذا التقرير نتيجة بحث أجراه باحثون في جامعة كوينيباك في ولاية كونيتيكيت.. وكانت إجابة معظم من شملهم السؤال بالدرجة الأولى هي «أبله»، تلتها الإجابة «غير كفؤ» ثم «كذاب».. واحتل الوصف الإيجابي «قائد» المركز الرابع، في حين وصف «غير مؤهل» في المركز الخامس ثم «رئيس» في المركز السادس، ثم «قوي» في المركز السابع ثم «رجل أعمال» في المركز الثامن، ثم وصف بـ«جاهل» في المركز التاسع ثم «أناني» في المركز العاشر، وكانت بقية الأوصاف التي توصل إليها الباحثون سلبية؛ مثل: «نرجسي» و«مهرج» و«غير أمين» و«مقزز».. (القبس 12 مايو الجاري، عن وكالة د.ب.أ ــــ واشنطن)
* * *
ما أعجبني من هذه الأوصاف مع الإقرار بأن باقي الأوصاف السلبية كلها تنطبق عليه هو «رجل أعمال».. وأعتقد أن ترامب في سلوكه الرئاسي ـــ خصوصاً في أيامه الأولى ـــ في البيت الأبيض كان يتصرّف في منصبه الرئاسي كما لو كان يتصرف في إمبراطوريته المالية والتجارية، بلهجة الملياردير صاحب الحلال «يأمر فيُطاع» من دون نقاش!

ولكن ظنه قد خاب، لأنه لا يعيش في بلد دكتاتوري من بلدان العالم الثالث، فأميركا زعيمة العالم الديموقراطي في العالم، لا يمكن أن يرضخ شعبها ومؤسساتها الديموقراطية العريقة لمثل تلك التصرّفات، حتى لو صدرت عن رئيس دولة أتى بأصوات الشعب وبانتخابات حرة!

هناك عواصف داخلية تنتظر ترامب، كما أسلفت في مقال سابق. ولكن أود هنا الإشارة إلى زيارته المنطقة 23 الجاري، التي يبدأها بالمملكة العربية السعودية ــــ ولأول مرة في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة ــــ أن يقوم رئيسها بتدشين زياراته الخارجية لدولة عربية إسلامية.. ونقول إن ترامب جاء للمنطقة بعقلية رجل الأعمال بامتياز، فها هي الأخبار تتوالى للإعداد لصفقات أسلحة مليارية مع دول الخليج.. والحبل على الجرار.

فترامب لو بدأ زيارته في كندا أو أوروبا كعادة باقي الرؤساء الأميركان، فهو لن يجني مثل تلك المبالغ لمصلحة بلده بأقل مجهود، مثلما هو الأمر مع زيارته وصفقاته المرتقبة للمنطقة! ولن أتكلم هنا عن وضع دول الخليج والدول الإسلامية بكفة، وإسرائيل بكفة أخرى.. وهي التي سيفرض ترامب صداقتها علينا في الزيارة نفسها، ضارباً عدة عصافير بحجر واحد، فترامب مهما قال عنه شعبه لم يهرول لمنطقتنا عبثاً!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2017/05/16

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد