وزير التعليم هل أدلك على قرارين ينجياك من إعفاء أليم؟
محمد سعيد آل درمة
(الجماعات الإسلامية-لجنة وطنية):
بعدما كلف د.أحمد العيسى بحقيبة التعليم في ١٤٣٧/٢/٢٩ وخلال الشهر الأول تيقن بعدم قدرته على إصلاح حقيقي للتعليم أو صناعة نجاح ملموس على أرض الواقع رغم إنه لم يكن بعيداً عن التعليم وهمومه فله كتاب بعنوان “إصلاح التعليم في السعودية” قد يكون عامل رئيس لتعيينه وزيراً للتعليم شخّص فيه أسباب تخلف التعليم وفشل مشاريع التطوير وحدد فيه مكامن الخلل ثم طرح مجموعة من الأفكار لحل الإشكاليات
ولكن عندما بدأ بممارسة العمل عن قرب أكتشف كبر التحديات وعظم المعوقات ولم يستطع تجاوز حاجز نفسي كبير وهو ماذا يمكن فعله في وزارة سبقه فيها وزيرين من أصحاب السمو لم يحدث أي منهما نقلة نوعية أو يترك بصمة حصرية له
لذلك بحث عن نجاحات إعلامية سريعة تسجل باسمه وتخلد في عهده لن تلبث حتى تزول ومنها:
١-منع غياب الطلاب أثناء الأحوال الجوية الصعبة مع العلم أن الطالب يتغيب عن المدرسة طوال العام الدراسي دون حسيب أو رقيب وفشل
٢-توفير تأمين طبي للمعلمين لا تدفع الوزارة فيه ريالاً واحد وفشل
٣-إطلاق مشروع وزارة بلا كتب بحلول عام ٢٠٢٠م وسيفشل
٤-تنسيق مع المؤسسة العامة للتقاعد لتسهيل الإسكان للمعلمين وقبل أن يبدأ فشل
٥-إعفاء مدير مدرسة بعد قيام الطلاب بتمزيق كتب دراسية خارج أسوار المدرسة دون تحقق أو تحقيق لإرضاء الرأي العام فأغضبه وفشل
معالي الوزير هل أدلك على قرارين ينجياك من إعفاء أليم ويخلدان اسمك بمداد من ذهب في تاريخ وزارة التعليم قرارين لا ثالث لهما تخدم بالأول دينك ووحدة أبناء بلدك وبالثاني مستقبل التعليم في وطنك
الأول إعادة تنظيم جماعات النشاط المدرسي بما يكفل إختفاء الجماعات ذات التنظيم الرسمي والتوجه الفكري الحزبي والتي تندرج تحت مسميات (جماعة التوعية وجماعة الثقافة) وتنشط في جميع المدارس المتوسطة والثانوية والجامعات وأنا هنا لا أهاجمها ولا أجرمها ففيها كثير من الخير ويقوم عليها أساتذة أحسبهم أخيار أجلاء ولكن هم ذاتهم مختطفين فكرياً منذ زمن بعيد ومنذ نعومة أفكارهم ودعوتي هذه بسبب ما ألحظه وأعيبه عليها بممارسة أنشطتها في غرف مغلقة بعيداً عن أعين ورقابة إدارة المدرسة وبقية المعلمين والطلاب ولا يلتحق بها إلا فئة مختارة بعناية ووفق شروط معينة وليست مفتوحة لمن أراد من الطلاب خلاف الرحلات والمعسكرات خارج محيط المدرسة
ومخرجاتها للأسف جيل ينغلق على نفسه ويهوى التبعية الفكرية والإنسياق وتسليم عقله وقلبه وهواه للغير
وأجزم بأن تلك الجماعات من فرخ لنا التحزب والتيارات الفكرية (السرورية والجامية وغيرها) وخلق التقاتل والصراع والتقاذف بينها وأضعف قوة المنهج الإسلامي الصحيح وشجع التيارات المعادية للإسلام للبروز وتوجيه وتغريب المجتمع بل وتلحيد بعض الشباب بعد أن رأوا وفرحوا بإنقسام الإسلاميين وسعي كل تيار منهم لإقصاء الآخر وتبديعه وتضليله ولن أقل تكفيره والعياذ بالله
أما القرار الثاني والذي سينقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة بعد نقل وتطوير التعليم هو سعيكم إلى إستصدار أمر ملكي بإنشاء لجنة وطنية عليا لتطوير التعليم تضم أعضاء وخبراء من داخل وخارج منظومة التعليم لوضع إستراتيجية طويلة المدى واضحة الأهداف محددة النتائج مزمنة بالوقت والتاريخ لنقل التعليم نقلة نوعية رهيبة يتم تنفيذها على مدى عقدين إلى ثلاثة عقود دون تسرع وبوجود الوزير على رأس هرم الوزارة أو بعدم وجوده ومن ثم يجني ثمارها الأجيال القادمة وبذلك نتلافى فشل جميع الخطط السابقة والتي كان فشلها بسبب تعجل كل وزير قطف ثمار ونتائج وإنجازات سريعة لتسجل باسمه آبان حقبة توليه الوزارة
ومن وجهة نظري الخاصة كخبير تربوي ومستشار تعليمي”وأدعو ألا يتطفل غيري على عمل اللجنة”أن يكون المعلم هو المحور الأول للتطوير والتغيير بإعادة هيبته ومكانته والرفع من شأنه وإعطائه كامل حقوقه ومن ثم محاسبته والمحور الثاني هو إيجاد بيئة مدرسية جاذبة للطالب والمعلم وفق أحدث التقنيات الحديثة والشراكة المجتمعية وأخيراً تعليم الطالب وفق مناهج دراسية معاصرة ومقننة
عدا ذلك سيبقى تعليمنا مكانك سر ياوزير التعليم
صحيفة أنحاء
أضيف بتاريخ :2017/05/16