آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فارس هاني التركي
عن الكاتب :
عضو لجنة شباب الأعمال - كاتب اقتصادي سعودي

أين ذهبت حقيبتي؟

 

فارس هاني التركي

قد تكون محظوظا ولم تفقد حقيبتك أو سبق أن تأخرت عليك في إحدى الرحلات، ولكن هناك الملايين من الركاب الذين يواجهون مشاكل حقيقية مع حقائب سفرهم.

الأسباب التي تؤدي لفقدان أو تأخر وصول حقيبتك عديدة ومختلفة، من أهمها ألا تكون رحلتك مباشرة، وإنما رحلة مواصلة Transit عن طريق إحدى المحطات، كأن لا تذهب من جدة لنيويورك مباشرة وإنما عن طريق لندن، فعند وصولك إلى لندن واستقلالك لطائرة نيويورك قد لا تلحق بك حقيبتك وقد تتأخر لضيق الوقت في شحنها لطائرتك. السبب الثاني قد يكون ضياع وفقدان علامة الأمتعة Luggage Tag الخاصة بحقيبتك فيصعب إيصالها لأي مكان، فيتوجب عليك حينها رفع شكوى تحتوي على شكل ومواصفات حقيبتك، وقد يتوجب عليك زيارة مستودعات خطوط الطيران والبحث عن حقيبتك ضمن آلاف الحقائب المفقودة، لذلك احرص دائما على وضع اسمك وعنوانك ورقم هاتفك على حقيبتك كي يسهل التواصل معك في حال ضياع علامة الأمتعة الخاصة بك.

السبب الثالث هو أن تكون الطائرة وصلت للوزن الأقصى المسموح به للإقلاع Maximum Take-off wieght بسبب امتلاء الركاب ووجود أمتعة زائدة كثيرة. كذلك من الأسباب المهمة هو التفتيش الأمني للحقائب، فقد تكون حقيبتك من الحقائب المشتبه بها، أو أن يكون تم اختيارها بشكل عشوائي للخضوع للمزيد من الفحوصات الأمنية، فعندها قد يحدث أن تقلع الطائرة بدونها.

عدد ركاب الطائرات في عام 2016 بلغ 3.8 مليارات مسافر حملوا خلال سفرهم 4.5 مليارات حقيبة سفر، منها حوالي 21.6 مليون حقيبة فقدت أو تأخرت، أي في المعدل 6 حقائب لكل ألف راكب. هذا المعدل يعتبر ممتازا جدا، فقد شهد انخفاضا بنسبة 50% عن عام 2007، أي قبل 10 أعوام. عملية إدارة هذه الحقائب المفقودة عملية شاقة ومرهقة لجميع المطارات وخطوط الطيران، فقد بلغت تكلفة إعادة هذه الحقائب لأصحابها وتعويضهم حوالي 2.5 مليار دولار خلال عام 2016 فقط، مقارنة بمبلغ 4.2 مليارات دولار في عام 2007.

السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا يحصل في هذه الحقائب التي بلغ عددها 21.6 مليون حقيبة؟ في الحقيقة 6% يضيع أو لنقل يسرق ولا يعود لأصحابه نهائيا، بينما 14% يعود ولكن بشكل تالف. والخبر الجيد أن 80% منها يعود لذويه وذلك في معدل 3 أيام. بدون شك هناك آلاف الحقائب التي يصعب تحديد أصحابها أو لا يعود أصحابها لاستلامها، فعندها تقوم شركات الطيران بحفظها لمدة 90 يوما بمستودعات خاصة يتم بعدها عرضها في مزادات شهيرة والتخلص منها.

الاستثناء في هذا الموضوع هو مطار كاشاني في مدينة أوساكا باليابان، حيث لم يشهد أي حالة فقد لحقيبة منذ افتتاحه في عام 1994، وبالتأكيد جميع مطارات العالم تريد أن تصبح مثل مطار أوساكا، وهناك توجه كبير لإلزام المطارات باستخدام تقنيات حديثة لتعقب الحقائب وكذلك الخدمة الذاتية لوضع علامات الأمتعة Self bag-tagging ، حيث إن أعداد المسافرين في ازدياد كبير، ومن المتوقع أن تبلغ 7 مليارات مسافر في عام 2034، لذلك علاج هذه المشاكل يعتبر من الأشياء المهمة في عالم الطيران الذي يشهد تحديا حقيقيا في مسألة الربحية والتنافس الشديد على الأسعار، فلن يكون هناك مجال لتحسين الربح إلا في تقليل التكاليف والمصاريف التأسيسية والتشغيلية.

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2017/05/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد