الترويج للفكر الضال
إبراهيم محمد باداود
الأحداث الإرهابية التي تقع بين فترة وأخرى ضد المدنيين يتفاوت التفاعل معها من قبل البعض ،إذ يتم تصنيفها أحياناً وفقاً لضحايا تلك الأحداث ،فالبعض قد يستنكر ويشجب مثل تلك الأحداث إن كان الضحايا مدنيين من دين معين أو طائفة معينة أومذهب معين ،والبعض قد لا يشجب ولايستنكر ويلتزم الصمت لأنه لا يريد أن يتم تصنيفه وبالتالي قد يخسر بعض مؤيديه ،والبعض الآخر قد يؤيد للأسف مثل تلك الأحداث الإرهابية ضد المدنيين ويحرص على دعم تأييده بأسباب واهية غير منطقية ولا تمت للواقع بصلة بل ويتفنن في وضع المبررات لتلك الأحداث والدفاع عن من قام بها من جماعات إرهابية !! .
يذكر أحد المختصين في علم النفس (أن المفاهيم والنظريات في علم النفس تؤكد بأن الأفكار الضالة تبقى وتزداد قوة عندما تجد التعزيز المناسب)، والواجب على المجتمع محاربة هذه الأفكار الضالة والتي تهدد أمنه واستقراره، فالأفكار الضالة لا تنتشر فقط من خلال الترويج لها بل وأيضاً من خلال دعمها وتأييدها وعرضها والتماس المبررات والأعذار لها بدعوى البحث عن أسبابها أو معرفة جذورها وتقصي التسلسل الذي حدث حتى وقعت ، أو طرحها في حوارات يتم من خلالها استضافة أصحاب أفكار ضالة ليقوموا بتبرير مثل تلك الأحداث الإرهابية .
الفكر الضال واضحٌ وبيِّن ولايحتاج إلى اجتهاد وبالرغم من أن أشكال هذا الفكر متعددة ومتنوعة إذ إنه قد يأتي في صورة من يدعو لسفك الدماء وقتل الكفار واستباحة الحرمات أو تكفير كل من خالف رأي او اجتهد بشأن أمر ما أو تهديد أمن المدنيين وترويعهم أو عدم القبول إلا برأي واحد وصم الآذان عن باقي الآراء وتصنيفها مذهبياً أو الابتداع في الدين والخروج على جماعة المسلمين أو تأييد أعداء الدين ودعمهم مادياً ومعنوياً والتحالف معهم .
الفكر الضال أمر تعاني منه الكثير من المجتمعات حول العالم وخطره كبير ولاحدود له وهو ينتشر مثل الوباء ويستهدف الأجيال الناشئة ،وعلى المختصين أن يتعاملوا معه كما يتعاملون مع القضايا الأمنية الأخرى التي تهدد أمن الوطن كالمخدرات ويعملوا على توعية الناس وتعريفهم بماهي الهوية الحقيقية للفكر الضال ومن هم أتباعه وماهي مواصفاتهم وسلوكياتهم ، وما لم نقم بهذا الدور فسنجد آخرين يقومون به ليعززوا من هوية الفكر الضال ويفرضوه ويدافعوا عنه وكأنه هو الفكر الصحيح المطلوب من الناس إتباعه وغيره هو الفكر الضال .
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/06/05