الأبرياء ضحايا السعداء المجهولين!
عبدالله المزهر
هذه الأيام، إضافة إلى أنها أيام عيد، فإنها موسم تزاوج السعوديين، أي أنها أيام فرح وابتهاج. والفرح ليس مشكلة بالطبع ولكن المشكلة هي في طريقة التعبير عن الفرح. والحقيقة أني لا أستوعب علاقة الفرح بإطلاق الرصاص.
ولا أفهم لماذا يحاول السعداء إطلاق النار على السماء وما هي الرسالة التي يريدون توجيهها إليها. صحيح أن هذا ضمن سلسلة طويلة وتتزايد بشكل يومي من الأشياء التي أعجز عن فهمها. لكن هذا لا يمنع من محاولة الفهم مع يقيني المسبق بأن هذا لن يحدث.
والمشكلة ليست فقط في الإزعاج أو الخطر المباشر والمعروف لإطلاق الرصاص لأن هذه مشكلة واضحة ومعروفة ومن السهل معرفة المتسبب في حدوثها ومحاسبته. المشكلة التي بدأت تتزايد مؤخرا تكمن في الرصاص العائد من السماء بعد رحلة الاستعراض، فالرصاصة التي تطلق على الهواء تعود إلى الأرض بحكم القاعدة الفيزيائية المعروفة «ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع». صحيح أنها تعود بسرعة أقل بكثير من سرعة ذهابها ولكنها سرعة كافية للقتل. وهذا يعني أنه إذا لم توجد حلول واضحة وقوية لهذه المشكلة فإن الحل المنطقي هو ألا يخرج الناس من منازلهم في مواسم التزاوج إلا وهم يرتدون «خوذ» للحماية من رصاصة أتعبها طريق السفر إلى السماء وقررت العودة إلى أمنا الأرض. لا أحب السلاح كثيرا، وأكره صوته ولا أظن أن له علاقة بالبهجة، وقد تعايشت مع هذا الأمر وحاولت التعايش مع الإزعاج الذي أجده في بعض المناسبات التي أحضرها وإقناع نفسي بأني «لن أسمع صوت الرصاصة التي ستقتلني»، ولكن هذه النظرية بدأت تسقط فعليا فقد يسمع صوت الرصاصة المزعج التي ستعود بعد برهة لتقتل. وعلى أي حال.. سيكون الأمر محبط حقا حين تحاول أن تعيش جبانا تكره الحرب والرصاص ثم تموت برصاصة لا يعرف من أطلقها، وأن تكون ضحية قدمت روحها قربانا لأن مجهولا أراد إخبار الناس بأنه سعيد، أو لأن آخر يظن أن بينه وبين السماء ثأرا فقرر أن يطلق عليها الرصاص.
صحيفة مكة
أضيف بتاريخ :2017/07/02