ما هو أسوأ من الرضاعة!
عبدالله الجميلي
* صَيْف العام الماضي كان مهرجان (مدينة عَرعر) حاضرًا وبقوة عبر مواقع التواصل الحديثة، طبعًا ليس بتميُّز وجَودة وتنوُّع بَرامجه، ولكن بمشهد مجموعة من الرجال، ظهروا وهم يستلقون على الأرض، ويُمارسون (الرّضَاعَة) في مسابقة لا يكفي وصفها بالسخيفة والسامجة.
* توقعنا أن الأمر زلَّة عابرة وانتهت؛ ولكن المشهد تكرَّر هذا العام، ولكن في مهرجان التّسَوق بـ(محافظة عُنَيْزة)، ليحضر السؤال الكبير والعريض: ما حكاية مُنظِّمي مهرجانات الترفيه تلك مع (الرّضَاعَة؟)، هل هم لم يُفْطَمُوا بَعْدُ؟! أم أنهم يَحِنّون لمرحلة الطفولة من خلال ما يُسمى نفسيًّا بـ(النّكوص)؟!
* المؤكّد بأنّ أولئك لا يُدركون بأن العَالَم أصبح قرية صغيرة جدًّا، وأن مثل تلك المقاطع والمسابقات التافهة تنتقل للمجتمعات الأخرى؛ لِتَرسم صورة مهزوزة ومغلوطة عن مجتمعنا!
* فـ(الترفيه) الذي يتفرَّق دمه في بلادنا بين (هيئته الخاصة، وكذا السياحة، وحتى الأمَانات والبَلديات)، توقَّعناه (عَوْنًَا) يُقدِّم التسلية البريئة لمجتمعنا المتعَطّش؛ لكنه للأسف الشديد أصبح على وطننا (فَرْعَونًا)؛ فقد غَدت وأمست بعض فعالياته تحمل الإساءة لنا!
* فما أن جَفّ مداد حكاية ذلك (الاستاند أب كوميدي الأمريكي)، الذي دُفعت من أجل إحضاره عشرات الآلاف من الدولارات؛ ليعود بعدها إلى بلاده ساخِرًا منّا ومن عاداتنا؛ هَا هِي تتكرر اليوم (فضيحة الرّضَاعة)!
* ليأتي التأكيد بأن هناك خَلَلًا في مفهوم الترفيه عند بعض مُنَظّمِيْه، حيث يغيب عن هؤلاء الإبداع والإمتاع، بينما تحضر عندهم برامج المسابقات الكشفية والطلابية التي لا تزال ساكنة عقولهم!
* أخيرًا حمايةً لسمعة وطننا، وحفاظًا على أموالنا، وعلى الذوق العام، لابد من اعتماد تفاصيل الفعاليات قبل تنفيذها، وإسنادها لمُتخصِّصين، حيثُ يمكن الإفادة من جمعيات الثقافة والفنون، ثُمَّ بعد ذلك محاسبة المسيئين؛ حتى لا يأتي ما هو أسوأ من (الرّضَاعَة)!
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/07/17