وزراء بلا مسئوليات ينتظرون فقط "التوجيهات"
هاني الفردان
واشتُقت كلمة وزير من كلمة وِزر، وهي تعني الحمل الثقيل والمرهق والشاق، ورأي آخر يقول أنها مأخوذة من الوَزَر الذي هو الملجأ، وقيل أيضا أنها مشتقة من الأزْر، وهو الظهر، أما في اللغة الإنجليزية، فترجمة كلمة وزير هي Minister، وأصلها من اللغة الفرنسية Ministre، وأصلها من اللغة اللاتينية وتعني الخادم.
الغريب في بلدنا أن الكثير من المشاكل العادية جداً، والتي من المفترض أن يقوم بها كل وزير ومسئول بمتابعتها وحلها دون الحاجة لتوجيه، أو أمر لتنفيذ ذلك، ومع ذلك لا يقوم الوزير بمسئولياته إلا بعد أن يصدر له توجيه بذلك!
المتابع لحال صحافتنا، سيجد الكثير من تلك التوجيهات لتنفيذ أساسيات واجبة على تلك الجهات، حتى تنظيف منطقة كان استجابة لتوجيهات، فلولا صدور التوجيهات لما تم تنظيف منطقة الدراز، ولولا التوجيهات لما شكل فريق من الجهات ذات العلاقة لحصر احتياجات تلك المنطقة.
من مسئوليات وزير الإسكان مثلاً الوقوف على المشاكل الإسكانية، وكل ما يتعلق بها، فلا يحتاج الوزير مثلاً لتوجيه بزيارة منطقة للوقوف على مطالبات الأهالي هناك بشأن مشاكلهم الإسكانية، ولا حتى لتوزيع البيوت الجاهزة.
على مستوى الأخطاء الطبية، احتاجت الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية "توجيهاً" لتجتمع وتناقش وبشكل عاجل توجيهات بتعزيز إجراءات الرقابة والحد من الأخطاء الطبية! أليست تلك المهمة من صميم عمل الهيئة ودورها وأصل وجودها؟
على صعيد توظيف أبناء الوطن في القطاع الصحي، ما كان وزير أو مسئول يتحرك من على كرسيه، وينظر في حال قوائم العاطلين منذ سنوات، إلا بعد صدور التوجيهات، لتجد الجميع يشيد بتلك التوجيهات، والسياسة.
ويبقى السؤال، لماذا لم يتخذ ذلك الإجراء إلا بعد صدور التوجيهات؟ ولو لم تصدر هل كنا سنسمع عن حالة الاستنفار لتوظيف أبناء الوطن في القطاع الصحي؟ أليس المواطن أولوية، فلماذا انتظار التوجيهات؟
لو أردنا سرد القضايا والأمثلة، فسيكون أمامنا سلسلة طويلة جداً، من الأمور الاعتيادية التي هي في صلب عمل المؤسسات الرسمية.
مشاكل وقضايا، تأتي في صميم عمل الوزير ووزارته، ومن مهامها، ومع ذلك لا يقومون بحلها، إلا من بعد أن تأتيهم "التوجيهات"، فهل هؤلاء الوزراء والمسئولون لا يمتلكون الصلاحيات الكافية لأداء مهامهم، وبالتالي فهم دائماً بانتظار "التوجيهات"، أم انهم مقصرون وغير ملمين بمسئولياتهم وما هو واجب عليهم القيام به وفقاً لصلاحياتهم؟!
'
حتى بتنا كل أسبوع نستمع للمناشدات، وننتظر التوجيهات ليتحرك الوزراء!
أضيف بتاريخ :2017/07/21