زمن المبادرة
قيس الأسطى
محزن جداً أن تطرح الأسئلة، ولا تجد أحدا يجاوب عنها، محزن جداً أن يعتقد البعض أن لديه الأسئلة والأجوبة بالوقت نفسه، هو من يقرر من يسكت ومن يتكلم، من يعمل ومن يجلس على قارعة الطريق ليتفرج.
نعم كانت لدينا معركة سياسية، كنت أنا وغيري نعتقد أننا الطرف الرابح، لكن الموضوعية تقتضي أن نقول إن الجميع خاسر.
يخسر الجميع، لأن الحوار انتهى واستبدلناه بتعزيز تواجد الشرطة والكشف المسبق على الهويات، ومظاهر لم نعتد عليها في هذا البلد الصغير الآمن.
لا أحد يريد الفوضى، لكن كتم الأنفاس غير مطلوب ومكروه، هل سنستمر بكتب التعهدات؟
لنتحاور بقليل من الهدوء، ولنتذكر أن البلدان الآمنة المطمئنة ليس فيها غالب ولا مغلوب، لان الحكمة تقتضي أن يفوز الكل ولو بنسبة بسيطة.
نحتاج إلى مبادرة كبرى، نحتاج إلى قليل من التواضع ومن جميع الأطراف.
على الحكومة أن تدرك أنها غير قادرة لوحدها على تحمل المسؤولية، وهذا أمر طبيعي لا يخجل منه السياسي المحترف، وأن الإتيان بمجلس دون المستوى لمجرد اكتمال الصورة والمظهر الدستوري سيضر البلاد والعباد، إن لم يكن الآن فغداً.
على من قاطع العملية السياسية أن يتعلم من أخطائه، وأن يدرك أن الصوت العالي مزعج، وأن إرهاب الناس إرهاب مهما حاول البعض أن يروج العكس، وإن أتى ممن يدعون وصلا بالديموقراطية، وأن الكويت ليست نسبا وأرقاما بين طوائف وقبائل، الكويت لنا جميعاً، وأن مقولات مثل مقولة صاحبنا التي تطالب شريحة اجتماعية وازنة بالشرب من ماء البحر هي من أوصلتهم إلى هذا القاع.
أدرك أن مطالباتي ساذجة، وقد تكون غبية، خصوصاً أن هناك من يعتقد أن الثأر هو الطريقة الأمثل للتعامل مع الخصوم، لكن في وضعنا الأمر مختلف، من يعتقد أنه ربح المعركة بصراحة غير قادر على إدارة شؤون العباد، والشواهد كثيرة لا تحتاج إلى تفاصيل بات الجميع يحفظها عن ظهر الغيب.
حوار هادئ، وخريطة طريق تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات في المنطقة، ومنطق تسامح وعفو، والبعد عن عقلية الغالب والمغلوب، هي من سيصلح حال البلد، أما الاتكال على هذه الحكومة والمجلس معا، فأنا أبشركم منذ الآن «لا طبنا ولا غدا الشر».
فهل وصلت الرسالة..؟ آمل ذلك.
جريدة القبس الكويتية
أضيف بتاريخ :2015/12/22