آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
هاني الفردان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي بحريني

اختراق أمني في مطار البحرين!


هاني الفردان

سبب بيان شركة مطار البحرين بشأن حادثة القبض على عاملين يسرقان أمتعة المسافرين، و"توضيحها" بأن "العاملين اللذين تم القبض عليهما ليسا من موظفي مطار البحرين الدولي أو من موظفي شركة مطار البحرين"، لغط كبير جداً. في إحدى الصور التي تم تناقلها والتي أخذت من تسجيل لشركة طيران خليجية أن أحد العاملين كان يرتدي سترة كتب عليها مطار البحرين.

نعلم أن شركة مطار البحرين حريصة على سمعتها ومكانتها، ولكن التهرب من القضية ونفي صلتها بها ليس حلاً، بل هو عقّدها كون الاعتراف بالشيء نصف المسيرة نحو تصحيح الخطأ، ونكرانها هو هروب للخلف.

في 19 يوليو 2017، حكمت المحكمة الصغرى الجنائية الثالثة، بحبس عاملين بمطار البحرين الدولي لمدة 6 أشهر مع النفاذ وأمرت بإبعادهما عن البلاد بعد نفاذ العقوبة، وذلك عن تهمة سرقة أغراض من حقائب المسافرين.

حتى في حيثيات الحكم وما نشرته الصحف المحلية، كان العاملان ينسبان دوماً لمطار البحرين.

أسئلة منطقية في حال تسليمنا بصحة نفي الشركة ارتباط العاملين بها، فكيف وصل العاملان لتلك المنطقة المحظور الوصول لها؟

وفي حال صحة رواية أن العاملين ليسا من موظفي مطار البحرين الدولي أو من موظفي شركة مطار البحرين، فإن ذلك يجرنا للحديث عن خطر حقيقي واختراق أمني قد يسبب كارثة حقيقية أكبر من مجرد سرقة، بل قد نكون عرضة لعمل إرهابي كبير، وعلى أثره يجب فتح باب التحقيق حول كيفية تمكّن عاملين من الوصول إلى منطقة في قلب المطار دون ان يكونا موظفين.

نعتقد أن شركة مطار البحرين أرادت أن "تكحل" القضية فـ "عمتها" بنفيها.

أرادت الشركة أن تحفظ سمعتها بتأكديها أنها تطبّق أفضل الممارسات العالمية في إدارة المطارات وتخضع جميع أعمالها للرقابة الداخلية والخارجية بحسب ما تقتضيه قوانين الطيران المحلية والعالمية، ولكنها أخفقت في ذلك عندما فتح بيانها باب "الاختراق الأمني" لمناطق عملياتها، ووصول من هم ليسوا من موظفيها إلى مناطق حساسة، ولطائرات وحقائب المسافرين، ما قد يعرّض سلامة تلك الطائرات والمسافرين لخطر حقيقي.

نعم، الاعتراف بالخطأ "فضيلة"، والعمل على تصحيحه ومعالجة مواقع الخلل أفضل من الهروب منه.

أضيف بتاريخ :2017/07/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد