الحرب السورية على طريق الحل… من نقاط الحصاد التوافقي في الرقة وإدلب إلى إخماد الهبة الكردية
د. محمد بكر
يجدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد بلاده لاستمرار الحوار مع واشنطن، ويُذّكر نظيره تيلرسون بالتفاهمات التي حصدها لقاء بوتين بترامب على هامش قمة العشرين في هامبورغ، إصرار تيلرسون على معرفة حجم الإجراءات الروسية ضد قانون العقوبات الأميركي الذي وقعه ترامب، وعدم إدلاءه بأي تصريح عقب الاجتماع مع لافروف على هامش قمة آسيان في مانيلا، والرسالة التي بعث بها المبعوث الخاص لترامب ماكغورك لجهة الإشادة بإنجازات التحالف الدولي ضد داعش في سورية، وكذلك الإشادة بدور موسكو في الحملة العسكرية ضد الإرهاب في سورية وأنهم لن يسمحوا لأفراد التنظيم بمغادرة الرقة وهم أحياء ، وسيساعدوا في إعادة الحياة الطبيعية للمدينة، كلها رسائل تشي بأن التوتر الأخير بين واشنطن وموسكو على خلفية العقوبات الاقتصادية ضد موسكو ، هو ذو صدى إعلامي أكثر من كونه نسفاً لمخرجات لقاء بوتين بترامب في هامبورغ، وأن مايربط التفاهمات بين الجانبين يتجاوز مستوى شعرة معاوية بكثير.
حديث الجبير عن بقاء الرئيس الأسد وتسليمه بالوقائع على الأرض، ومطالبته المعارضة السورية بتقديم رؤية جديدة، وكذلك التصعيد الكردي في المضي نحو إنجاز حكم ذاتي بطابع استقلالي عن الدولة السورية، كانت في إطار رسالتين مزدوجتين متعاكستين، صاغتهما واشنطن لتوجيه خطاب لموسكو، قاعدته توافقية، ولاسيما بعد التقدم العسكري للجيش العربي السوري وحلفائه في مدينة السخنة وريف الرقة الجنوبي تمهيداً لمعركة دير الزور، وكذلك النجاح الروسي في إتمام وإنجاز اتفاق الجنوب وقدرته على خفض التواجد الإيراني في المنطقة، كل ذلك تلقفه الأميركي ليبعث برسالة واضحة، أن التوافق ممكن، في إطار أن مهمة إنهاء داعش في دير الزور ستكون للجيش السوري، بينما تكون مهمة إنهائه في الرقة باليد الأميركية وتالياً الوصول إلى تشاركية في الانتصار على الإرهاب، والخروج معاً بحصاد توافقي على الأرض السورية، وكل ماعدا ذلك في إطار القلق من الجديد الكردي في الشمال، والثقل العسكري لجبهة النصرة في إدلب والمرحلين إليها، من الممكن قولبته وحله في إطار اتفاقات وقف إطلاق النار ( على صورة ماجرى في عرسال) ، وترحيل الحالات المسلحة بما يعزز وحدة الجغرافية السورية.
نعم الحرب السورية تدخل منعطف مفصلي أسس له العنوان الاستراتيجي لتحالف موسكو، واستعار النار بين الداعمين للمجاميع المسلحة في الداخل السوري، فأن يكتب ايال زيسير الباحث والبرفيسور الإسرائيلي المعروف، عن خبو النار السورية، وانتصار موسكو وطهران ،وعلى إسرائيل الاستعداد لليوم التالي، فأعلم أن ذلك وقائع وليس سراب.
صحيفة رأي اليوم
أضيف بتاريخ :2017/08/08