بلا تعليم بلا بطيخ؟!
عبدالعزيز حسين الصويغ
أخذني مقطع مناقشة رسالة دكتوراه لإحدى بناتنا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة على موقع الصديق الدكتورعمر يحيى إلى قضية تطور وضع تعليم البنات منذ أكثر من نصف قرن مضت وحتى الآن، ووجدت أنه «على حطة إيدك» .. وكأنك يا أبو زيد ما غزيت!!
*
تذكرت كيف، عندما كنت أدرِّس في جامعة الرياض (الملك سعود) ، وتوليت مُهمة تدريس مادة مبادئ العلوم السياسية للبنات.. وجدت نفسي أمام كاميرا أخاطب نفسي ..
- سألت: هل هناك أحد ما في القاعة أم أنني أخاطب الهواء؟
- ردت إحدى الطالبات تطمئنني أن هناك من يستمع للمحاضرة، وأن هناك مُشرفة معهن في الفصل.
وجدت نفسي في وضع شاذ، كُنت فيه أكثر حرصاً على عدم محاولة إصلاح وضع غترتي وهندامي حتى لا يؤخذ عليَّ ملاحظة ما .. أكثر من حرصي على الاهتمام بمضمون المحاضرة نفسها، وأدركت حينها لماذا يهتم أكثر دعاتنا بالقشور عن الاهتمام بالمضمون ..!!
*
انتهت المحاضرة، وقلت للبنات من خلال الكاميرا التي توصلني بهن فيرونني ولا أراهنَّ : هذه محاضرتي الأولى والأخيرة .. وبصفتي رئيساً لقسم العلوم السياسية قررت تكليف أستاذ غيري لإكمال المهمة .. «وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ».
***
- التدريس أن تقف أمام طلابك تراهم .. ويرونك، وأن يكون هناك تفاعل بين المحاضر والموجودين أمامه ..
- التدريس أن تتلقى من طلابك أسئلتهم، وتعرف مدى متابعتهم لك ، لا أن تخاطب الجدار أمامك ..
- التدريس أداة تواصل إنسان Communication، لا انفصال عنصري Segregation
.. وإلا انتفى الهدف منه واكتفى المتلقي بقراءة المواد في بيته.
ولله في خلقه شؤون!!
* نافذة:
كيف تُحرم طالبات دكتوراه حضور مناقشة رسالتهن أمام لجنة اختبار مكونة من أساتذة محترمين، أو يُمنع أستاذ في الجامعة أن يُلقي محاضرة علمية لطالبات جامعيات، بحجة عدم جواز «الاختلاط»، بينما يجتمع مشايخ أفاضل مع نساء دون حجاب في حفل مصور بحجة أنه «اختلاط مؤقت»؟!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/08/08