آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
كمال خلف
عن الكاتب :
إعلامي وكاتب فلسطيني

رفعوا العلم… مرحلة فوضى الحدود مع سوريا انتهت…


كمال خلف

نستطيع القول اليوم أننا دخلنا مرحلة استدال الستار عن زمن عبور المقاتلين الأجانب من حدود دول الجوار إلى سوريا، ليس المقاتلين فقط بل أيضا السلاح في تمام هذه المرحلة.

رفع الجيش السوري العلم السوري الوطني على الحدود الأردنية السورية بعد معارك  شرسة خلال أكثر من ثلاثة أسابيع سيطر فيها الجيش السوري على 1300كليومتر مربع وسقط فيها شهداء ومنهم برتبة لواء في الجيش السوري  وآخرين من الحلفاء، و استعاد فيها كل محافظة السويداء وعمقها في البادية، وأغلق كل المنافذ الغير شرعية التي فتحها المسلحون بمباركة أردنية وثبت مخافره ماقبل الحرب في سوريا.

لهذا  لايمكن اختصار مشهد الحدود مع الأردن بانسحاب ما يسمى جيش العشائر من الحدود، وهو ما تم في آخر مراحل العملية، موقف الأردن في الزمن المنقضي كان يصر على رفض وصول حزب الله وإيران إلى حدوده انسجاما مع الموقف الأمريكي الإسرائيلي، وبالفعل وصل حلفاء دمشق مع الجيش السوري إلى تخوم الأردن.

لايمكن فهم ما جرى إلا في إطار تفاهمات انخرط فيها الأمريكيون والروس وآخرين، هي صيغة لإنهاء شكل الحرب القائمة في السنوات السبع، ومساراتها التي ثبت أنها غير مجدية ،  وترتيب الميدان السوري إيذانا بواقع جديد، ولهذا كان موقف الأردن من تطور الحدود جزءا من هذا التفاهم الشامل لكافة تعقيدات الميدان.

يقضي ذاك التفاهم بإطلاق يد الجيش السوري والحلفاء للوصول إلى الحدود الأردنية وإغلاقها، وانسحاب الحلفاء فورا بعد إنجاز العملية العسكرية وترك الجيش السوري فقط في تلك المنطقة، وهو ما سينطبق لاحقا على الحدود مع فلسطين المحتلة، إلا أن مهمة إقناع إسرائيل بهذا ما زالت في عهدة الجانب الأمريكي وهو لم ينجح حتى الآن حسب معطياتنا، و قدمت إسرائيل مجموعة مطالب للجانب الروسي لم يوافق عليها السوريون بشكل صارم ،وبدء التحضير للحملة العسكرية السورية بكل الأحوال سيبدأ قريبا جدا هناك.

غربا  يبدو المشهد أكثر وضوحا، حيث أنجز الجيش السوري والمقاومة اللبنانية معا عملية إخراج مسلحي جبهة النصرة من جرود عرسال قبل أسبوع، وبعدها  حشدوا معا قوتهم من الطرف السوري على الحدود لطرد تنظيم الدولة من جرود القاع الحدودية، والعملية تنتظر استكمال الجيش اللبناني استعداده لملاقاتهم من الجانب الآخر ، جرى تنسيق عال بين الجيشين السوري واللبناني رغم أصوات الاعتراض من بعض السياسيين في لبنان، بيد أن هذه الأصوات بدأت تخفت مع وصول وفد حكومي رسمي من لبنان إلى سوريا بموافقة رئيس الحكومة سعد الحريري، تقول بعض الأوساط اللبنانية همسا ، أن شارة التعامل مع سوريا جاءت تلميحا من الرياض، وأن السيد الحريري يحتاج إلى تهيئة أوساط تياره وحلفاءه تدريجيا للانتقال إلى مرحلة التعاون مع سوريا، بكل الأحوال بين ساعة وأخرى ستبدأ عملية طرد آخر الجيوب على الحدود السورية اللبنانية لتطوى صفحة الحدود اللبنانية في الحرب السورية.

أما شمالا فالمشهد بالتأكيد أكثر تعقيدا . فالحدود التركية مع سوريا هي الأطول وهي المعبر الرئيس للمقاتلين الأجانب والسلاح والإمداد. وتراعي أنقرة  حساسية تأثيرات جبهة النصرة في داخل تركيا لجهة المتعاطفين معها ، وتربط انخراطها بالتفاهمات الروسية الأمريكية بأخذ مطالبها و مخاوفها من تحركات الكرد في شمال شرق سوريا  بالاعتبار، هي حصلت على وعود أمريكية كما قال رئيس الحكومة” بن علي يلدريم”.

إلا أن حساباتها أكثر تعقيدا من الأردن أو لبنان،  رغم ذلك شددت أنقرة من إجراءاتها على الحدود طول الأسبوع الماضي أرسلت تعزيزات عسكرية إليها بهدف ضبطها. وقال وزير الجمارك التركي أمس الجمعة أن تركيا ستمنع دخول السلع غير الإنسانية عبر معبر باب الهوى مع محافظة إدلب ، وكان الرئيس أروغان أوضح إذ قال صراحة “لن نسمح بدخول سلاح إلى إدلب، فيما أفادت تقارير بمقتل 3 أشخاص أطلق حرس الحدود التركي عليهم النار أثناء محاولتهم التسلل من الأراضي السورية، إذا تركيا برغم كل الحسابات انخرطت في المسار.

شرقا تنتظر الحدود العراقية السورية التي وصل إليها الجيشان جزئيا ، حسم معركتين ليتبدل المشهد الحدودي، الأولى في دير الزور وهي قيد الإنجاز والجيش السوري وحلفاؤه باتوا قاب قوسين أو أقرب، والثانية في تلعفر حيث تنتظر القوات أوامر السيد العبادي للهجوم وتحريرها من تنظيم الدولة.

وفق هذا المشهد الشامل للجهات الخمس، اقتربت سوريا من استعادة حدودها، وباتت سنوات فتح الحدود على مصاريعها لكل حامل سلاح وحزام ناسف وراء ظهورنا، مسألة وقت قليل وتتضح الخطوات الأخرى لشكل سوريا الجديدة.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/08/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد