قيس الأسطى

الموضوعية تقتضي أن يسأل أي إنسان نفسه، ماذا قدم وما زال يقدم لبلده بمقابل شرف انتمائه والمزايا التي يحصل عليها من هذا البلد؟

من هذه الزاوية فإن الحديث عن أي نظام ضريبي مشروع حسب وجهة نظري المتواضعة، لكن في الحالة الكويتية الأمر يحتاج إلى نقاش وإقناع، فالمواطن البسيط يرى مناقصات وممارسات ومشاريع لطرق وجسور بالمليارات والملايين ويسأل نفسه: هل سيقوم هؤلاء بدفع الضرائب مثلي؟ وهل سيمر عليهم «موس» معالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية؟ أين وصل موضوع محاسبة مقاول الطرق الذي تسبب في تكسير زجاج سيارات مئات المواطنين؟ ماذا عن صفقات الطائرات ومن المستفيد منها؟ وهل صحيح أن خسائر صفقة البوينغ الأخيرة تقدر بملايين الدنانير؟

على الحكومة إذا أرادت أن تقنع المواطنين بأي نظام ضريبي أن تبدأ بورشة إصلاحية حقيقية تطول الجميع، وأن تجري تغييرات كبيرة تطول القائمين على المالية العامة في الدولة، لأنهم فشلوا فشلاً غير عادي في تحقيق المراد منهم، فتحويل الكويت إلى مركز مالي تحول إلى مسلسل مكسيكي طويل، والدورة المستندية الطويلة والمملة ازدادت طولاً ومللاً، وموضوع كوادر الموظفين تحول إلى قنبلة موقوتة لا أحد يعلم توقيت انفجارها، ويبدو لي أن الإصلاح الوحيد تجسد في رفع أسعار الوقود على المساكين. شباب شوفوا قصة غير قصة «الضرايب» ترى مو راكبة عليكم.
فهل وصلت الرسالة؟.. آمل ذلك.

جريدة القبس الكويتية