مواعيد عرقوب
طلال القشقري
خاب أملي في توطين الكثير من قطاعاتنا الخاصة، وكنتُ عندما تُحدِّدُ جهةٌ حكومية موعداً لتوطين بعضها بصفتها المرجع الذي يُشرف عليها، أترقّبُ الموعدَ بلهفة، فيحلّ بالسنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية، لكن يظلّ الحال نفسه، same same، أي طغيان وظيفي للوافدين، وبطالة للمواطنين وحرمانهم من وظائف القطاعات ومناصبها، خصوصاً القيادية منها ذات الرواتب والحوافز العالية!.
وما زلت أذكر بمرارة، ولعلّكم ما زلتم تذكرون، أيضاً بمرارة، المواعيد التي ضُرِبَت لتوطين قطاع سياقة سيّارات الأجرة العامّة، وأُخْلِفَت كُلُّها حتى استحقّت لقب «مواعيد عرقوب» بجدارة واستحقاق!.
واليوم استوقفني خبر جريدة المدينة الذي نشرته بتاريخ (١ ذو الحجّة)، عن تحديد هيئة السياحة والتراث الوطني للخامس من شهر ربيع الثاني القادم كموعد لتوطين قطاع السفر والسياحة، ممّا يشمل ١٤ ألف وظيفة مشغولة حالياً بوافدين محظوظين، وكثيرٌ من هذه الوظائف قيادية، ويصل راتبها لـ ٣٥ ألف ريال!.
طيب، وكما قال جميل محمود «حِلُو كتير»، فالخبر يُطيّر المواطن من الفرح، لا عنصريةً ضدّ الوافدين، والله وتالله وبالله، بل لأنّ مواطني كلّ بلد أحقّ بالتوظيف في بلدهم، وهذه هي السُنّة في كلّ بلد، فهل سيُنجز الموعد؟ أم سيلحق بنظرائه المواعيد السابقة المُخيِّبة للآمال؟ مواعيد عرقوب التي تحصل بسبب مكر بعض القطاعات الخاصة، والتفافها حول الأنظمة، وتعطيلها، وتأجيلها، وتسويفها، وتحويرها، وربّما إلغائها للأبد، مع عدم صرامة بعض الجهات الحكومية المشرفة و»طبطبتها» على أكتاف القطاعات بِحَنان لا يخدم الأوطان!.
احسبوا معي، باقٍ على موعد توطين قطاع السفر والسياحة ٤ أشهر، وشمس تطلع وخبر يبان، وأتمنّى عدم عرقوبيته، وتفعيله بحذافيره، لئلّا يخيب.. ليس أملي فهذا غير مهم، بل أمل المواطنين الذين أعيتهم البطالة حتى الثُمالة!.
صحيفة المدينة
أضيف بتاريخ :2017/08/26